رجع عبيرك للورود.. أحمد الحجار وتاريخ طويل من عبقرية الألحان ودفء الإحساس
أحمد الحجار، الملحن المصري الكبير، والمطرب المتفرد، والإنسان النبيل، والذي رحل عن عالمنا مؤخرا بعد إصابته بسكنة قلبية، توفي على إثرها في مساء الثلاثاء 4 يناير 2022.
أحمد إبراهيم على الحجار، ولد في 7 سبتمبر من العام 1956، وهو ابن الأستاذ الكبير الفنان إبراهيم الحجار، نشأ وتربى على صوت وألحان والده، وأبدى أحمد الحجار اهتمامه الأكبر بالتلحين على وجه الخصوص، واهتم أخيه الفنان علي الحجار بالغناء.
لم يكتف الحجار الصغير بالأخذ عن والده، وبموهبته الفردية المتميزة، والتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وهناك درس آلة العود، والبيانو، وتعلم النوتة الموسيقية، والمقامات، وخلال عامه الأول كانت أغنيته الأولى التي يلحنها لأخيه علي الحجار، وهي أعذريني، عام 1981.
أحمد الحجار وعلي الحجار.. تعاون أثمر عن دُرر
من الممكن أن يكون الفنان أحمد الحجار، مجهولا لدى الكثيرين، حيث إنه لم يُعطِ اهتماما كبيرا بالغناء، وركز على عمله كملحن، لكن إن تتبعنا تلك الألحان التي قدمها الراحل، سوف تجد معظم الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، وبعضها كانت من أهم أغنيات مطربيها، من حيث الجودة الفنية والانتشار.
قدم الراحل مع أخيه علي الحجار العديد من الأغنيات الناجحة، والشهيرة، منها لما الشتا يدق البيبان، وأنا بيكي يا سمرة بكون، وماتكدبيش، وبحبك وانطلق عصفور، وبالطبع أغنية اعذريني، والتي حققت نجاحا باهرا وقتها، وكانت ضمن الأكثر مبيعا، وسمي الألبوم بها، ولحن أيضا في إيديكي كل المنى، وارجعيلي، وفي ألبوم الحجار الأخير، ما تخدي بالك، لحن أحمد الحجار أغنيات يا لدانة، وماليش في العند، ولسة الشتا.
غنى من ألحان أحمد الحجار، العديد والعديد من أبرز نجوم الغناء على الساحة الفنية، حيث غنت له الفنانة الكبيرة أنغام الدنيا دروب، ومكتوب للفنان مدحت صالح، ولحن لعلاء عبد الخالق مشاعر، ووياكي، وراجعلك، ولحن للفنان محمد فؤاد أغنيات فيلم أمريكا شيكا بيكا، ومنهم الغضب، وعم دهب، ويعني إيه كلمة وطن، وغيرهم من الأغاني.
أحمد الحجار.. إحساس يمشي على الأرض
إحنا زمان كنا الزمان، كنا الهوى من غير هوان، كنا الأمان من غير حدود.. كان الراحل أحمد الحجار، مطربا متمكنا، رقيق الصوت، صاحب إحساس مؤثر، قدم في حياته خمسة ألبومات غنائية، هي حنين، واتمنيت، وألبوم ولا عمري، وأيام، وكان ألبومه الأخير أبويا الحبيب، الذي غنى فيه مين عالغرام، واكرمنا يا رب، وهقولك إيه، ولملمت خيوط الشمس، حيث جمع فيه العديد من ألحانه وأغانيه القديمة، والحديثة.
حياتي يومين، وحسك بينهم النسمة.. ومن أشهر ما غنى أغنية سلمى، التي كتبها الشاعر الكبير فؤاد حداد، وأيضا الأغنية المبكية عود، التي غناها بصوته، وغناها متعاونا مع حنان ماضي، وتعد تلك الأغنية أشهر ما غناه الراحل أحمد الحجار طوال مسيرته الفنية، حيث تعلق بها الكثيرين ممن استمعوا لها.
شارك الحجار في تلحين العديد من الأعمال التليفزيونية والمسرحية أيضا، آخرها ألحان المسلسل الإذاعي خيوط الشمس، وألحان مسرحية خالتي صفية والدير، وألحان مسرحية يمامة بيضا، وألحان مسلسل لا تخرجوا آدم من الجنة، وألحان مسرحية رصاصة في القلب، وألحان مسرحية عيال تجنن.
وطوال حياته المثمرة، لم يحب أحمد الحجار الأضواء، ولم يكن كثير الظهور في الصحافة والإعلام، وعرف عنه هدوؤه التام خلال حياته، حيث وصفه الفنان نبيل الحلفاوي وهو ينعاه، بأنه يتكلم وكأنه يعتذر عن رفع صوته.
