تزامنا مع احتفالات عيد الميلاد المجيد.. الإفتاء: مشاركة غير المسلمين فرحتهم من مظاهر الإحسان
قالت دار الإفتاء المصرية إن مشاركة غير المسلمين فرحتهم بأعيادهم ومناسباتهم بالتهنئة والتحية المتبادلة أمر جائز شرعًا، مشيرة إلى أن ذلك مظهر من مظاهر الإحسان والصلة وخلق محمود تقضيته مكارم الأخلاق.
وأوضحت دار الإفتاء أن تهنئة المسلم لأخيه غير المسلم وتبادل الفرحة معه كما هيّ في أذهان العامة الآن، لا حرج فيها شرعًا؛ لأن الوصل، والإهداء، والعيادة، والتهنئة لغير المسلم، كل ذلك يدخل في باب الإحسان، ويعد ضمنَ مظاهره.
واستشهدت الإفتاء على صحة ذلك بقول الله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا، ويقول في خصوص غير المسلمين: لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ.
ولفتت الإفتاء المصرية كذلك إلى تعايش النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع غير المسلمين، في حياة اجتماعية قوية امتزجت فيها مظاهر الإحسان والتعاون ومشاعر البر والمواساة وحسن الصلة والضيافة وعيادة المرضى وتبادل الهدايا واحترام إرادته وحريته، بالإضافة إلى إقرارهم على مناسباتهم وأعيادهم باعتبار ذلك من المشترك الإنساني على المستوى الثقافي والاجتماعي.
وتابعت الإفتاء خلال منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: بل ثبت عن بعض كبار الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة المسلمين شهود أعياد غير المسلمين، والأكل من أطعمتهم المعدة خصيصا لتؤكل في هذه المناسبات، مستحسنين لها بلا أدنى حرج.
وواصل البيان: إنها حقائق دينية ناصعة تحمل في طياتها قيمًا جمالية راقية، تحث المسلم على المشاركة الاجتماعية مع شركاء الوطن وأصدقائه وجيرانه في فرحتهم واحتفالهم بمناسباتهم المختلفة، بل تكشف فساد مناهج من يريد تعكير صفو العيش السلمي، والتعاون المجتمعي، والبناء الحضاري بين نسيج الأمة المتماسك باسم الدين، زورًا وتدليسًا.
واختتمت دار الإفتاء المصرية منشورها ببيان أن الإسلام لم يأمر أبدًا بالانسلال من شركاء الوطن وإخوة الكفاح، وأهل الجيرة أو عدائهم وبغضهم، بل أمر ببذل البر والإحسان إلى الجميع؛ وذلك امتثالًا لقول صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاق.