مفتي الجمهورية الأسبق: المثلية الجنسية منهج الشيطان.. والملحد ندعو الله له بالهداية | حوار
المثلية الجنسية منهج الشيطان
ظاهرة جحود الأبناء لآبائهم سببها البعد عن الدين
إفساد الجماعات في الأرض يعتبر مخالفة لله ورسوله
تهنئة غير المسلمين جائزة ولا شيء فيها
يجب التصدي لأي دعوة تدعو للإلحاد
ندعو للملحد بالهداية
انتشرت خلال الفترة الماضية فتاوى وقضايا جدلية كثيرة تسببت في إحداث بلبلة وجدلًا واسعًا، حيث سعت الجماعات المتشددة والمتطرفة إلى زعزعة الثوابت والمسائل التي لا خلاف عليها وذلك من خلال الترويج لأفكار وآراء غريبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال الكتائب الإلكترونية التابعة لها.
وحسم الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، الجدل حول تلك القضايا، ومنها: المثلية الجنسية والإلحاد وجحود كثير من الأبناء لآبائهم.
وقال مفتي الجمهورية الأسبق، خلال حواره لـ القاهرة 24، أن المثلية الجنسية تعتبر منهج الشيطان، ومن ثم يجب الابتعاد عنه، مضيفًا أن الانتحار أو الألحاد أو غيرها سببه البعد عن الدين.
وإلى نص الحوار:
ظهرت خلال الفترة الماضية دعوات وحملات كثيرة تروج للمثلية الجنسية فما رأيك وكيف تواجه؟
هذا هو منهج الشيطان، والله أمرنا ألا نتبع خطوات الشيطان، فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، وبالتالي لا بد أن نمتثل لكلام الله بعدم إتباع خطوات الشيطان ورفض مثل تلك الأمور، ومن يفعل ذلك في الاخر فعله إفساد لنفسه.
انتشرت خلال الفترة الماضية حالات كثيرة لجحود الأبناء لآبائهم ما سببه؟
ظهرت مثل هذه الأمور بسبب البعد عن الدين فعندما يبعد الإنسان عن دينه فإنه سيبعد عن أخلاقه وإذا بعد عن أخلاقه استحل كل شيء، وفي الأخر هي نهايته ودمار نفسه وذاته فهو يخسر نفسه وذاته.
كيف ترى الفتاوى التي تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم أو قبول الهدايا منهم؟
ليس هناك ما يمنع من تقديم التهنئة لغير المسلمين في أعيادهم، فهذا الأمور من المسائل الجائزة، وليست حرامًا كما يروج بعض المتشددين.
أيضًا ليس هناك ما يمنع من قبول الهدايا منهم فالرسول قبل الهدية وزار مرضاهم، فالذين يحرمون لا يعرفون شيئًا عن الدين ولا أصوله؛ لذا يصدرون مثل هذه الفتوى المتشددة.
كيف نواجه الإلحاد الذي ينتشر بشكل واسع ويتم الدعوة إليه من أشخاص كثيرين؟
تلك الدعوات لا يمكن قبولها، ويجب التصدي لمثل تلك الدعوات التي تروج للإلحاد وأفكاره وذلك بكل الوسائل الممكنة.
والملحد لا يضر إلا نفسه؛ لأن الإلحاد معناه إنكار لله ولنفسه وللحياة التي يعيش فيها، وبالتالي من ينكر تلك الأمور يضر نفسه فقط، لكن إذا دعا لذلك وحاول نشره والترويج له فالضرر إذن يتعدى للآخرين.
هذا الملحد ينكر الحياة التي يعيش فيها، والعقل لا يمكن أن يستقيم مع القول بإنكار الحياة، فالعاقل لا يمكن أن يقول ذلك الكلام.
وما حكم الإلحاد أو الملحد؟
تلك الأفكار إنما هي وساوس الشيطان، وبالرجوع إلى العقل والدين سيعود هذا الإنسان الذي نسميه وجودي أو إلحادي إلى عقله ورشده وإلى صوابه.
ونحن في النهاية لا نقبل هذا الأمر على الإطلاق لكن ندعو لهؤلاء بالهداية والرجوع.
هناك جماعات تقوم بالإفساد والتخريب في الأرض ما حكم ذلك؟
الله خلق الأرض وجعلنا خلفاء عليها وأمرنا ألا نفسد فيها فقال: وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.
أيضًا خلقها وجعلها صالحة لكل زمان ومكان للإنسان وجعل الإنسان عليها هو الخليفة لدوام هذا الإصلاح والبعد عن الإفساد ومن هنا كانت الشرائع السماوية كلها تدعو لهذا الأمر وجعلت الإنسان يحافظ على ذاته ويحافظ على روحة وجسده وماله.
والأرص هي الحياة والحياة بالنسبة للإنسام هي الماء وهي والنبات وهي الطعام وهي الشراب وهي العلم، ومن هنا كان الإنسان والحياة التي يعيش عليها وجهان لعملة واحدة ولا يستغنى أحدهما عن الآخر، فيما جاء النبي رسالة ورحمة للعالمين، حيث قال الله سبحانه وتعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
وبناءً على ما سبق فإن أي تخريب أو إفساد في الأرض يعتبر مخالفة لله ورسوله.
ما حكم المفسدين في الأرض؟
الإفساد يعد خروج عن منهج الله ورسوله، كما أنه مخالفة واضحة؛ لذا على المسؤولين بالدولة اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وخطوات وقوانين لدرء ودفع هذا الفساد سواء كان ماديًا أو معنويًا.
عقدت جامعة الأزهر مؤتمرًا حول المناخ ما رأيك في جدوى ذلك؟
هذا المؤتمر كان يخاطب العالم أجمع من خلال الرسالات السماوية جميعًا، ورسالة الإسلام التي جاءت خاتمة للشرائع السماوية بأن الله سبحانه جعل الإنسان والحياة التي يعيش عليها وجهان لعملة واحدة كالروح مع الجسد، حيث لا يحيا أحدهما دون الأخر ومن هنا قال الله: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا، لذلك دعا هذا المؤتمر إلى أن يتكاتف العالم جميعًا على أن يعمروا هذه الأرض ويبتعدوا عن الإفساد فيها ويصلحوا ما أ فسدوه.