الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قُلَّة ولا إبريق؟.. سؤال الباعة في درب البرابرة عن طقوس المواليد

هبة حسب
ثقافة
هبة حسب
السبت 08/يناير/2022 - 02:08 م

تحدثت الكاتبة والإذاعية هبة حسب خلال برنامجها الرحلة 92.1، المذاع على راديو إنرجي، حول بعض العادات الشعبية في الأحياء المصرية، والمرتبطة بشكل خاص بالمواليد والاحتفالات والطقوس التي تقام بقدومهم.

وتشتهر منطقة درب البرابرة  ببيع الأدوات المستخدمة في ذلك النوع من الاحتفالات المتعلقة بالعادات القديمة، التي توارثتها الأجداد منذ القديم، وما زالت العديد منها متواجد حتى الآن، وتحرص عليه الأمهات والجدات.

تقول هبة حسب: يعد درب البرابرة.. من أقدم وأعرق المناطق في وسط القاهرة،  فالدرب منطقة تقع بين حي العتبة وحي الموسكي، ولها في أذهان الجدّات تقديسٌ خاص.. ودرب البرابرة هو المكان الأكثر شهرة وارتباطًا بأكثر الطقوس بهجة وسعادة على الإطلاق رغم أنه أصبح إلى حدٍ كبير من الطقوس التراثية، طقس السبوع، بين القُلة إذا كانت المولودة أنثى، والإبريق، إذا كان المولود ذكرًا، والمنخل أو الغربال والألعاب البلاستيكية والأشرطة الحريرية التي يتم طباعة الأسماء عليها، والعلب الصغيرة التي ستمتلئ بالحلوى الصغيرة للزوار، بين كل هذه المنتجات تتنوع محلات درب البرابرة، وتتنوع أسعار المنتجات أيضًا.

ولكي يفهم القارئ ماهية تلك الأشياء المذكورة أعلاه سيأخذنا ذلك قليلًا للحديث عن طقس السبوع وتحضيراته التي تختلف كثيرًا عن الماضي.. يبدأ السبوع من الليلة التي تسبقه بحموم المولود للمرة الأولى منذ ولادته، ليلة اليوم السابع من الميلاد، وهو طقس متوارث عن أجدادنا قدماء المصريين حيث كانوا يحممون المولود في اليوم السابع للميلاد بماء النيل لكي يكبر على ارتباطه بالنيل وعلى تقديس ذلك المجرى المائي الذي هو نبع الحياة، ثم يرتدي الطفل ملابس جديدة مخصصة لتلك المناسبة وهو ما اعتادت الجدات على تكراره أيضًا قميص السبوع.

ثم تأتي الجدة بصينية تضع فيها الإبريق إذا كان المولود ذكرًا أو القُلة إذا كانت المولودة أنثى وتضع حولها حفنة من بعض الحبوب التي اعتقد المصري القديم أنها حبوب الرزق، أو أنها الحبوب المرتبطة بالحياة والسعة: الأرز والفول والعدس والشعير والقمح والحلبة والحمص، وهو ما اصطلحت جدّاتنا على تسميته تبييت البياتة، لأن تلك الحبوب تبيت بجوار سرير الطفل، ويوضع فيما بينها بعض قطع النقود الفضية أو الذهبية حسب المتاح. 

وفي إناء آخر يوضع بعض حبات الفول في كمية من الماء كي تلين، وفي اليوم التالي تُصنع منها سلاسل صغيرة، كل سلسلة عبارة عن 7 حبات من الفول وتوزع السلاسل على زائري حفل السبوع.
 

في اليوم التالي، يوم السبوع نفسه، تحمل الأم مولودها وتتجول به في أنحاء المنزل كي ينمو على التعلق والانتماء لهذا المكان، وهو أيضًا طقس مصري قديم حيث كانت الأم تحمل صغيرها وتتجول به في البيت والمعبد وبجوار نهر النيل. ثم تضع الأم مولودها في الغربال وتخطو فوق سبع مرات، وهو ما فعلته إيزيس حين خطت فوق طفل صغير لترقيه من لدغة عقرب.. وهو ما يدل بقوة على أن للمصريين تراثهم الخاص المتجذر في عمق ثقافتهم المتوارثة منذ آلاف السنين.

اسمع كلام أمك.. وصاية خلصة للمواليد 

وفي فقرة الوصايا تضرب الجدة الهون كي ينتبه الطفل للأصوات العالية ويعتادها واسمع كلام أمك وماتسمعش كلام أبوك واسمع كلام ستك، ثم يُرشّ الملح الخشن فوق الأم ورضيعها كي يحميها ويحصّنها من الحسد، وهو اعتقاد متوارث لدى عموم المصريين، ثم أصبح مؤخرًا مجال حديث الكثيرين من علماء الطاقة.

ثم يأتي دور توزيع الألعاب الصغيرة وعلب الحلوى على أطفال السبوع الذين جاءوا لحضور زفة المولود والغناء من حوله يارب يا ربنا تكبر وتبقى قدنا.

وكل تلك الاستعدادات كانت الجدة تشتريها لسبوع حفيدها بسعادة بالغة من درب البرابرة، بينما لا تحمل الأم إلا مسؤولية الاهتمام بالصغير.

تابع مواقعنا