بعد تزايد حالات الانتحار.. نصائح من الأزهر لمحاربة الأفكار السلبية
لم تكد تمضي ساعات معدودة من العام الجديد 2022، إلا استيقظ المجتمع المصري على حالة مؤسفة من حالات الانتحار لفتاة لم تتجاوز الـ18 من عمرها، لتؤلم الكبار وتفجع الصغار وتدق من جديد ناقوس الخطر لموجة جديدة من حالات الانتحار.
أودعت بسنت خالد، ابنة محافظة الغربية، روحها بين يدي المولى عزّ وجل، بعد تناول حبة الغلة السامة، أو ما يعرف بالحبة السوداء، وأنهت حياتها بسبب ابتزاز شابين لها من خلال تشويه سمعتها ونشر وتداول صورها عبر الهواتف المحمولة لأهالي القرية.
ولم تمض ساعات قليلة، إلا لحقت بـ ببسنت فتاة أخرى، من نفس محافظتها، الغربية، بتناول قرص كيماوي يستخدم لحفظ الغلال، لمرورها بحالة نفسية سيئة، بسبب رفض أسرتها خطبتها من شاب تقدم لها، لتتوالى حالات الانتحار من بعدهم وسط ذهول المجتمع المصري.
هل يمكن للدين أن يمنع حالات الانتحار؟
القاهرة 24 بدوره تواصل مع علماء الأزهر الشريف للبحث عن جواب عن سؤال يشغل المجتمع بأكمله، هل يمكن للدين أن يمنع حالات الانتحار أم أن الأمر يقتصر فقط على الناحية النفسية؟
وقال الشيخ شريف أبو حطب، مدير الدعوة والمصالحات بمنطقة وعظ القاهرة بالأزهر الشريف، إن الانتحار هو أن يقصد الشخص قتل نفسه، وهي أكثر ما تكون وسط الرجال الذين بلغوا سن النضج؛ وذلك بسبب مشاكل نفسية أو اجتماعية أو زوجية أو مالية.
وأوضح أبو حطب أن الشخص المنتحر غالبًا ما يخطط لعملية الانتحار، فيترك في الغالب ورقة أو دليلًا يقدم فيه اعتذارًا لأهله أو أقاربه أو يسجل وصية أو ما عليه من ديون، أو يسجل أي معلومات تفيد بأنه انتحر.
وأشار مدير الدعوة بالأزهر الشريف إلى أن المنتحر يستخدم في ذلك وسيلة قاتلة فمثلًا الرجل يستخدم وسيلة مرتبطة بعمله أو الوسيلة المتوفرة لديه غالبًا، وعلى الجانب الآخر تلجأ النساء للانتحار بأخذ الأدوية أو بتناول المواد الكيماوية والقذف من أعلى، بخلاف الطرق الأخرى المتبعة في عملية الانتحار.
وأكّد مدير الدعوة بمنطقة وعظ القاهرة أن الحياة يقينا لا تخلو من الهموم والأحزان فالحياة تمنحنا السعادة مرة وتمنحنا الحزن والألم مرة أخرى، والذين يفكّرون في الانتحار للتخلص من المعاناة ينسون أو يتناسون لحظات السعادة التي مروا بها في حياتهم.
ووّجه مدير الدعوة بالأزهر الشريف مجموعة من النصائح والمقاصد التي تعين على البُعد عن الوقوع في الانتحار:
أولًا: تقرّب من الله
فالصلاة بخشوع، ومساعدة المحتاجين، والتطوع يساعد في عودة السعادة إلى حياتك.
ثانيا: تذكّر عاقبة قتل النفس
عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذّب به يوم القيامة) رواه البخاري، إن قتل النفس محرم في جميع الديانات السماوية فهي من الكبائر التي لا تغتفر، ووعد الله المنتحر بعذاب أليم؛ لذلك حاول أن تتذكر دائمًا عاقبة قتل النفس عندما تفكر في الانتحار.
ثالثا: فكّر بإيجابية
إن الأفكار المحبطة والسلبية تضعك في حالة من الكآبة والحزن والأسى، وقد تدفعك للانتحار، لذلك قم باستبدال هذه الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية من خلال الإقبال على الأعمال الخيرية والتطوّعية، واحرص على كثرة الذكر والصلاة على النبي صل الله عليه وسلم واحرص أيضا على قراءة قصص العظماء وتعلم منهم كيف تجاوزوا محنهم، ستساعدك هذه القصص على مقاومة أحزانك.
رابعا: خالط الناس
تخلّص من عزلتك لأنها ستزيد مشاعرك السلبية وستمنعك من الخروج من دائرة التفكير بالانتحار، لذلك يجب أن تخرج من عزلتك وأن تخالط الناس، اجلس مع عائلتك، اذهب مع أصدقائك خاصة أصحاب الطاقات الإيجابية، فهم سيمدّونك بالأمل والسعادة وسيزيلون عنك همومك وأحزانك وسيقفون بجانبك للتخلّص من فكرة الانتحار وصدق من قال لأن أخالط الناس وأصبر على أذاهم خير من أن أعتزلهم.
خامسا: ابحث عن الحلول
بدلًا من التهرّب من مشاكلك بالانتحار ابحث عن الحلول لمشاكلك، وأعرض المشكلة على أهل الذكر والمتخصصين بعد تحديد المشكلات التي تواجهك، ثم فكّر بحلول مناسبة لكل مشكلة مثلا إذا كنت تعاني من ضائقة مالية فكّر في البحث عن عمل ثان، سيوفّر لك العمل الثاني دخلا ماليا إضافيا يساعدك على تجاوز هذه الضائقة، عندما تبحث عن الحلول لمشاكلك ستتخلّص من فكرة الانتحار وستتخلص من مشاكلك جميعها.
واختتم أبو حطب: لأن الحياة متقلبة في عطاءاتها، فيجب ألا نربط مشاعرنا بتقلباتها، ويجب أن ننهض ونقاوم ونسعى بكل جد لطرد فكرة الانتحار والإقبال على الحياة بكل عزيمة وأمل.