الحرب الأنجلو أفغانية.. الأفغان يبيدون الجيش البريطاني وناجٍ وحيد من المعركة
وصل الطبيب البريطاني ويليام برايدن إلى مخفر القوات التابعة للجيش البريطاني الموجودة في جلال آباد بـ أفغانستان، في 13 يناير من العام 1842، بعد المعركة الكبيرة التي قضى فيها الأفغان على القوة الاستكشافية الأنجلو هندية، التي تكونت من 16000 جندي، والتي حاصرها الأفغان أثناء انسحابهم من كابول، في ممر خيبر، لم ينج أحد من تلك المذبحة التي استمرت من 6 إلى 13 يناير سوى الطبيب ويليام برايدون فقط.
وصل الطبيب إلى القوات البريطانية في جلال آباد بعد أن تمكن من الهرب على ظهر حصان، أخذه من أحد القتلى، واحتك بمجموعة من الأفغان خلال طريقه، حتى وصل، وعند وصوله، سئل ماذا حدث للجيش؟، فأجابهم: أنا الجيش.
وكانت بريطانيا تهدف إلى حماية ممتلكاتها في الهند، خاصة من التهديد الروسي، فأخذت في احتلال أفغانستان، وضمها للإمبراطورية البريطانية، وحاولوا استبدال الأمير دوست الأفغاني، بأمير موالي للبريطانيين، وهذا التدخل أدى في النهاية لاشتعال حرب الأنجلو أفغانية الأولى عام 1839.
وفي عام 1840، استسلم دوست محمد للقوات البريطانية، بعد أن سيطر البريطانيون على كابول، وبعد العديد من الثورات الأفغانية، والمقاومة الشرسة، قرر الجنود البريطانيين الانسحاب من العاصمة كابول، وبدأ ذلك الانسحاب في 6 يناير من العام 1842، ولسوء الأحوال الجوية، تأخر تقدم الجيش، وأعيق.
وأثناء ذلك، تعرض الجيش لهجوم كبير من الجنود الأفغان، يقودهم نجل محمد، وخلال تلك المعركة، قتل 4500 جندي، و12000 من الأتباع المواليين لهم، ولم ينج سوى الدكتور ويليام برايدن.
الانتقام من المذبحة وقيام الحرب الثانية
قررت بريطانيا، الانتقام من ذلك الهجوم، الذي هز صورة بريطانيا أمام العالم، وأصيب الحاكم العام اللورد أوكلاند على إثرها بجلطة دماغية، وتم تجهيز القوات البريطانية باسم جيش الانتقام، وهدمت جميع المبان الكبيرة في كابول وتسويتها بالأرض.
أعيد دوست محمد للسلطة في عام 1843، وفي عام 1857، وقع تحالف مع البريطانيين، وفي عام 1878، وقعت الحرب الأنجلو أفغانية الثانية، والتي استمرت لعامين، وانتهت بانتصار بريطانيا.