بين الحقيقة والأسطورة.. هل ساعدت جان دارك فرنسا في حربها ضد إنجلترا؟
جان دارك، القديسة الكاثوليكية الرومانية، والبطلة الفرنسية الشهيرة، المولودة في 6 يناير من العام 1412، ورغم أن حياتها كانت 19 عاما فقط، فإنها استطاعت أن تصبح أحد شخصيات فرنسا التاريخيين، وقدمت العديد من الأدوار المحورية في التاريخ الفرنسي.
ولدت جان دارك في بلدة صفيرة في شمال شرق فرنسا، وكانت معظم فرنسا في تلك الفترات تحت سيطرة الإنجليز، بما فيها باريس، وبودو، إضافة إلى السعي المستمر من الإنجليز وحلفائهم، لفرض السيطرة على كامل فرنسا.
في سن الـ 13 قالت جان دارك بأنها تلقت تعليمات إلهية، وكانت في حديقة والدها، وأخبرها القديس مايكل وكاثرين ومارجريت، أن تطرد الإنجليز، وفي سن 16 سنة، تنبأت بنتيجة معركة بشكل صحيح، وقالت تفاصيل إحدى معارك حرب المائة عام، للقائد الفرنسي، الذي أخذها معه إلى تشارلز.
في الفترات اللاحقة لتلك المعركة، صارت الفتاة تشارك في كل اجتماعات القادة العسكريين في فرنسا، لم يكن معلوما لأحد خارج تلك القاعات، دور تلك الفتاة على وجه التحديد أثناء الإعداد للمعارك الحربية، لكن يقول معظم المؤرخون بأن دورها تخطى كونه دورا رمزيا.
إحراق جان دارك حية بتهمة الهرطقة
عدت جان دارك في نظر الفرنسيين والجنود والقادة، بأنها سببا رئيسيا في رفع الحصار عن أورليان، ووضع القوات الفرنسية في المواجهة للمرة الأولى أمام الإنجليز في ساحة المعركة، وبدأ الفرنسيين في مطاردة الإنجليز، والسيطرة على العديد من المواقع المهمة، منها تروا، وريس، وموقع التتويج التقليدي لملوك فرنسا.
أثناء اشتعال معركة مع البورغنديين، قبض على جان دارك من قبل قوات الإنجليز، وتمت محاكماتها، حيث قالوا بأنها جاءت من عند الشياطين، وحاولوا اخذ اعترافا منها بالهرطقة، وخلال تلك المحاولات سئلت إن كانت تعلم أنها في نعمة الله، وفقا للعقيدة، وإن كانت إجابتها نعم، فستكون بدعة، وإن كانت لا، فسيكون قبول بدعة، فكان ردها، إذا لم أكن كذلك، وضعني الله هناك، وإذا كنت كذلك فليحفظني الله، وبذلك خرجت من فخ السؤال.
في الأخير حكمت المحكمة بإدانتها، وتم حرقها في 30 مايو 1431، وبعد وفاتها، برأت المحكمة جان من التهم في 1455، وكانت تلك الأوقات حاسمة في تاريخ الحرب، لأن الإنجليز أصبحوا منهزمين في معظم الأماكن، وبعد انتهاء الحرب، صارت جان دارك، رمزا وطنيا لفرنسا، وأعلنت رمزا للوطنية في عهد نابليون بشكل رسمي عام 1830، وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية قداستها في 1920.