الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

آخر حوار لنجل الجاسوسة إنشراح موسى قبل وفاته: أبي كان عبدًا لإسرائيل واعترف ضمنيا باغتيال الشهيد عبدالمنعم رياض | الحلقة الأخيرة

نجل الجاسوسة إنشراح
تقارير وتحقيقات
نجل الجاسوسة إنشراح موسى
الإثنين 27/ديسمبر/2021 - 12:37 م

يواصل القاهرة 24 نَشر الحلقة الثالثة والأخيرة، من حوار رافيل بن ديفيد، نجل الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى، والذي تُوفي منذ عدة أشهر إثر إصابته بحالة متأخرة من مرض السرطان.

وقرر بن ديفيد الحديث بعد خروجه من مصر منذ أكثر من 45 عاما؛ وكان قد تحدث في الجزء الثاني عن كيفية مساندة العدو الصهيوني ضد مصر، وذلك بإرسال 42 فيلما لأهم المواقع؛ بالإضافة إلى كيفية تعيين والديه في الجيش الإسرائيلي وغيرها.

وفي هذا الجزء نكشف الكثير من الأمور التي مرت عليهم ومنها كيفية إرسال خطابات لإسرائيل لمعرفتهم بميعاد حرب أكتوبر؛ وأيضا كيف أسهموا في مقتل الشهيد الذهبي عبدالمنعم رياض.

وإليكم نص الحوار:


بعد الخيانة التي وجهتموها إلى قلب الوطن في أهم المراحل التاريخية.. ما هي المعلومات التي كشفتموها للعدو الإسرائيلي إبان فترة الحرب؟

شاركت أمي انشراح وأبي إبراهيم في الكثير من العمليات ضد مصر، حيث أرسلنا لإسرائيل الكثير من المعلومات، والتي كان أبرزها موعد حرب أكتوبر، حيث قال لي أبي نصًا: "مصر هتضرب إسرائيل بعد شهر من الآن وهتعبر القناة وخط برليف".

وكيف وصلت رسائل موعد حرب أكتوبر إلى مخابرات العدو؟

أرسل أبي 5  خطابات إلى إسرائيل لإبلاغهم بالأمر ولكن لظروف ما لم تصل تلك الخطابات إلى إسرائيل، فهو كان يعشق إسرائيل وكان "عبدا لهم"، حسب نص كلامه.

وما مصير تلك الخطابات التي تم إرسالها من البريد المصري بميعاد حرب أكتوبر إلى إسرائيل؟

أبي أبلغ أمي أن عليها أن تسافر لمقابلة القادة الإسرائيليين في إيطاليا لمعرفة مصير تلك الجوابات وأين ذهبت، وذلك تخوفًا من أن تقع في يد المخابرات المصرية ومن ثم يتم كشف أمرهم، وكان ذلك بتاريخ 5 أكتوبر قبل الحرب بيوم واحد، ومن ثم سافرت إلى روما واتصلت بـ "أبو نعيم" لاستطلاع الأمر وتركت رسالة له بأنها موجودة في روما، لكنهم أرسلوا إليها بأن تنتظر في الأوتيل حتى يوم 6 أكتوبر، وعلمنا بعد ذلك أن الجوابات سقطت في يد الأمريكان.

وماذا كان شعورها عندما انتظرك في روما حتى يوم الحرب السادس من أكتوبر؟

في صباح السادس من أكتوبر سمعت والدتي أصوات "زغاريد وفرح" من أسفل الفندق، حيث كان يقطن الكثير من العرب داخل أحد المقاهي، وعلمت أن الحرب بدأت والجيش المصري عبر القناة، ومن ثم تقابلت مع أبو نعيم وطالبها بالسفر والعودة إلى القاهرة وعدم التواصل معهم في الوقت الحالي نهائيًا.

ما رد فعلها تجاه ذلك؟

قالت لـ "أبو نعيم" إنها وأبي أبلغوهم بميعاد الحرب من خلال إرسال الكثير من الرسائل، لكنه رفض الكلام معها نهائيًا وعادت مرة أخرى إلى القاهرة.

وما الوسائل الأخرى التي كان يرسل بها والداك المعلومات إلى تلك أبيب؟

هناك شفرة تأتي عن طريق الراديو وكنا نسمعها أنا وإخوتي، وعندما تحضر يدخل والدي الغرفة الخاصة به لساعات طويلة، وكان لها موعد محدد في تمام السابعة مساءً من كل يوم، وأول شفرة أتت له بعد الحرب كانت بعد ثلاثة أشهر.

وماذا كان بها؟

طلبوا منه التوجه إلى روما، وخلال تلك الزيارة كان يقوم بشراء قطع غيار سيارات "فيات" وذلك للتمويه على المخابرات المصرية، حيث كان يأتي بتلك القطع ويتم توزيعها على التجار لردء الشبهات عنه.

عن توجه الوالد إلى روما ما الرسائل التي حصل عليها من الموساد الإسرائيلي في هذا التوقيت؟ 

كانت تلك الزيارة لإعطائه جهاز إرسال حيث يعد أحدث جهاز في العالم، ولم تكن أي دولة حينها تمتلك هذا الجهاز سوى روسيا، بعدما وثقوا به وتأكدوا أنه بالفعل أرسل تلك الجوابات بميعاد حرب أكتوبر.

تتحدث عن جهاز لم يرد له مثيل في عالم المخابرات سوى في روسيا.. فماذا عنه إذن؟

عندما طلبوا من أبي أن يأخذ هذا الجهاز إلى مصر ليسهل عملية نقل المعلومات إليها بسهولة وطريقة آمنة، رفض ذلك بسبب خوفه من السفر من روما إلى مصر، معللًا بأن المخابرات المصرية من الممكن أن تقبض عليه.

وكيف حصل على الجهاز إذن؟

رضخوا لطلبه وفعلوا خطة محكمة لوضع الجهاز داخل حفرة في منطقة "الديفرسوار"، حيث أتى به عميل للموساد داخل مصر، وقام بوضع الجهاز داخل أحد فناطيس المياه، بالكيلو 108 بطريق السويس، ومن ثم حصل والدي على تصريح لدخول مدينة السويس، وبالفعل ذهبنا أنا وإخوتي ووالدي حيث قامت أمي إنشراح بالحفر أسفل فنطاس المياه وحصلوا على الجهاز، وأثناء المرور من السويس للقاهرة أبي قال "الحمد لله وصلنا بالجهاز بالسلامة".

وأين كان يخبئ الجهاز بعد تسلمه؟

عندما وصلنا للمنزل أخد الجهاز لغرفته الخاصة وحفر داخل الحائط حفرة كبرى، وتم وضع الجهاز بها حيث كان الجهاز بحجم "كف الإيد" وطلب مني البحث عن بطارية 9 فولت داخل مصر ولم أجد.

بالعودة إلى سنوات ما بعد النكسة.. ما دوركم في مقتل الشهيد الذهبي عبد المنعم رياض؟

بصراحة ومنتهى الوضوح أنا سألت والدي إبراهيم وقلت له نصًا "انتم ليكم يد وعلاقة في مقتل الراجل الوطني الشهيد عبد المنعم رياض" قال لي لم يحصل ذلك ولم نشارك في مقتله، لكني عاودت السؤال بشكل آخر: "انت وماما بتساعدوا إسرائيل لقتل عساكر مصريين في الجيش المصري؟. رد قائلًا: "محصلش.. أنا بس بصور القواعد والأماكن اللي فيها الجيش وإسرائيل بعدها بيضربوها".

وماذا كان ردك وإحساسك عندما علمت أن والديك يبلغان الإسرائيليين بأماكن الجيش المصري ومن ثم يخلف ذلك شهداء وجرحى؟

كنت "بشمئذ" من الحكاية دي، وأنا مردتش أبلغ عنهم بمقولة المولى عز وجل "وبالوالدين إحسانا" لكني هددته أكثر من مرة بإلإبلاغ عنه وقلت له نصًا "إحنا عاوزينك عايش مش ميت بلاش تعمل الحكاية ده تاني"، حسب تعبيره.

وما دور أشقائك في هذا الأمر؟

أشقائي الاثنان كانا يعشقان الأموال، وكان لهما دور في جلب أصدقاء لمنزلنا لهم أقارب أو أشقاء داخل الجيش المصري والمؤسسات الهامة، فقد أسهما بطريقة ملتوية في الحصول على أموال من أبي وأمي كي يشتريا بها "البيرة والسجائر" وكانا سعداء بعمل أبي وأمي مع إسرائيل.

صف لي الساعات الأخيرة قبل القبض على والديك؟

تم القبض على أبي من قبل جهاز المخابرات وعلى رأسهم سمير فاضل وعماد الدين السبكي المدعي العام العسكري ورئيس النيابة العسكرية في مصر داخل منزلنا في مدينة نصر، وكان ذلك في يوم 5 أغسطس 1974، وكانت والدتي في الخارج حينها.
 

وماذا عن الجهاز الذي حصل عليه والدك من الموساد؟

بعد القبض عليه دخلت الأجهزة الأمنية داخل غرفته وتم استجوابه، وبالفعل أبلغهم عن مكانه وتم التحفظ على الجهاز والقبض على والدي.

ومتى تم القبض على والدتك إنشراح موسى؟

عندما قبضوا علينا كانت أمي خارج البلاد حينها، ومن ثم عادت بعد ذلك بأسبوعين ولم تكن تعلم بالقبض علينا، ومن ثم تم القبض على جميع أفراد الأسرة بالكامل وهي آخرنا.

تابع مواقعنا