سفير الاتحاد الأوروبي: قناة السويس تستطيع حل أزمة إمدادات غذاء أوروبا.. وتواصل دائم مع القاهرة بشأن قمة Cop 27 | حوار
قال كريستيان برجر، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، إن الاتحاد يرغب في الاستفادة من قناة السويس، في حل أزمة قنوات التغذية التي ضربت الدول الأوروبية خلال الفترة الأخيرة، خاصة عقب أزمة جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر الدولة المثالية ليعوِّل عليها الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد.
جاء ذلك خلال الحدث الذي نظمته السفارة الفرنسية، اليوم الثلاثاء؛ للتركيز على تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي بداية من شهر يناير الجاري، حضر خلالها العديد من سفراء الدول الأوروبية، وعلى رأسهم كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، وألقى كلا من: مارك باريتي السفير الفرنسي، وكريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي، خطابات خاصة بهذا الشأن.
والتقى القاهرة 24 سفير الاتحاد الأوروبي كريستيان برجر؛ للحديث حول رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي، ومستقبل العلاقات المصرية الأوروبية خلال الفترة المقبلة، وأزمة الحدود الأوكرانية مع روسيا المنذرة باندلاع حرب عالمية جديدة.
وإلى نص الحوار..
ما رؤية الاتحاد الأوروبي للفترة التي ستترأسه فيها فرنسا؟
فرنسا حصلت على رئاسة الاتحاد الأوروبي في أول يناير الجاري، ولديها برنامج واعد، وبالطبع لها منا كل الدعم في جميع الأنشطة التي ستحدث، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه.
وسأعطيكِ مثالًا حول الأنشطة خارج نطاق الاتحاد الأوروبي، لدينا قريبًا جدًا في فبراير المقبل لقاء قمة مع الدول الإفريقية، بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وينطوي على العديد من نواحي علاقتنا مع دول القارة السمراء، وبالطبع مصر ستكون حاضرة، ومن جانبنا نتطلع للمشاركة بهذه القمة، لنعيد تعريف علاقاتنا، ونحدد القواعد الاستراتيجية مع إفريقيا في العديد من المجالات، سواء الاقتصاد أو التواصل أو النقل والمواصلات أو الهجرة أو الاستثمار، فهناك العديد من المجالات والمناطق التي سيتم مناقشتها.
ونحاول داخل الاتحاد الأوروبي- مثل سائر دول العالم- التعافي من آثار الجائحة، وبالتالي فرنسا ستأخذ دورا قياديا في مساعدة المجتمعات والاقتصادات العالمية على تمرير التشريعات المختلفة التي نحتاج إليها؛ لدعم الشركات، خلقًا لفرص العمل؛ وهو ما يعتبر جزءا مهما للغاية، والترويج أيضًا لاتفاقيات التحول للأخضر، والاقتصاد الأخضر، وأعتقد أنها مسائل مهمة سيتعين على فرنسا النظر فيها خلال الفترة المقبلة.
من وجهة نظرك.. إلى أين ستقود فرنسا علاقة الاتحاد الأوروبي بمصر؟
تربطنا كاتحاد أوروبي علاقة قوية جدًا بمصر، وفي الوقت الجاري نتناقش حول أولوياتنا في العلاقات الثنائية والشراكة، والتي نتمنى أن تقوى أكثر فأكثر قريبًا، ومن أحد أهم جوانبها؛ دعم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وبالفعل لدينا تعاون في مجالات عديدة، من بينها: الهجرة والسياسة الخارجية، وهي موضوعات عديدة نتطلع للتحدث عنها مع مصر، وأيضًا مع جميع النواحي المتعلقة بالتغير المناخي؛ مصر ستكون شريكا مهما للغاية، حيث إنها ستستضيف قمة المناخ Cop 27 خلال شهر نوفمبر في شرم الشيخ، والاتحاد الأوروبي تحت رئاسة فرنسا سيتواصل مع مصر بشأن ما الذي يمكن أن نتناقش فيه، ونتوافق عليه خلال قمة شرم الشيخ.
هناك أزمة في قنوات التغذية داخل أوروبا.. فكيف يمكن أن تتعاون مصر مع دول الاتحاد لحل هذه الأزمة؟
هذه الظاهرة تعتبر مثيرة للاهتمام، ففي أثناء جائحة كورونا؛ أصبحت قنوات التغذية ضعيفة، وبعض منها: الخطوط الطويلة أو على متن سفن أو بالمطارات أو المصانع، فقد أصبحت عرضة للانقطاع بسبب جائحة كورونا، وذلك يؤثر بالسلب على الاقتصاد في أوروبا، إذن التفكير الاستراتيجي أفضى إلى توفير الحماية للقنوات القادمة إلى أوروبا، وبالتالي فإن مصر، بالبنية التحتية التي تمتلكها، والأيدي العاملة المتعلمة، وشبكة النقل والمواصلات الجيدة، ستكون الدولة المثالية لقنوات التغذية التي تصل إلى أوروبا، وجلب المنتجات إلى هناك.
كيف سيقدم الاتحاد الأوروبي حلًّا للأزمة العالمية على الحدود بين أوكرانيا وروسيا؟ وما الخطوات المتوقعة منه تحت رئاسة فرنسا؟
واحدة من مهام الرئاسة الفرنسية، هي وضع استراتيجيات ومبادئ لتقوية ودعم الدفاع والأمن وتسهيله، وهذه الاستراتيجية ستستمر، وأوكرانيا بالفعل تلعب دورا محوريا في ذلك؛ لأنها اختارت ضرورة أن يكفل الاتحاد الأوروبي تقويةً لقدراته، وهو ما نملكه بالفعل، ولكن يجب علينا أن نطور تنسيقًا أكبر، ونخلق مساحة أكبر للتعاون عن قرب، وتطوير أنظمة هيكلية أفضل حول الدفاع، فبالفعل نفكر مليًا في هذه الأزمة الحدودية.