القاهرة 24 يستطلع آراء برلمانيين جزائريين وسياسيين مغربيين حول أسباب تأجيل القمة العربية المرتقبة
تواجه القمة العربية المرتقبة في الجزائر العديد من التحديات التي حالت دون عقدها في موعدها الذي كان محددًا مارس المقبل، وفقًا لما أعلنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مؤتمر صحفي سابق، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيلها من قبل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، خلال زيارة له إلى الجزائر أمس الأربعاء.
تأجيل القمة العربية
من جانبه يرى زواني بن يوسف، البرلماني الجزائري، أن تأجيل القمة العربية المرتقبة في الجزائر جاء بسبب كثرة التحركات الدبلوماسية العربية التي تجرى في الكواليس.
وأضاف، في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه نظرا لكثير من القضايا العربية التي اتسمت بالتعقيد بات التأجيل أمرًا مفرضًا على الساحة العربية، مشيرًا إلى أن تفشي فيروس كورونا يعد أحد أسباب تأجيل القمة العربية أيضًا.
وفيما يتعلق بتأثير قضية الصحراء الغربية على القمة، أوضح البرلماني الجزائري أنها تمثل واحدة من المسائل محل خلاف المستمرة في البيت العربي، أن مثل تلك القضايا يمكن أن تجد حلا لبعض العقد في القمة القادمة.
وتابع بن يوسف أن التأجيل يمكن أن يكون في صالح خروج بعض التوصيات بشكل يخدم القضايا المصيرية للدول العربية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستتصدر القمة العربية المقبلة.
أسباب تأجيل القمة العربية
في حين يقول إبراهيم بولحية، رئيس لجنة الشؤون الخارجية السابق بمجلس الأمة الجزائري، إن بلاده كانت على أتم استعداد لعقد القمة العربية في موعدها المقرر مارس المقبل.
وأضاف، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن قرار التأجيل يعود لعدة أسباب من أبرزها أن بعض الدول العربية قالت إنها ليست جاهزة للقمة، لذا لجأت الحكومة الجزائرية إلى تأجيل القمة، لحضور جميع القادة.
وبالحديث عن وقوف قضية الصحراء الغربية وراء تأجيل عقد القمة، أوضح بولحية أن قضية الصحراء الغربية قائمة منذ سنوات فيما يجري عقد القمم العربية بشكل منتظم، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم حضور الملك محمد السادس العاهل المغربي للقمة فتلك لا يسبب أزمة خاصة أن هذه القمة لن تكون اول قمة عربية لا يحضرها ملك المغرب.
كورونا يؤجل القمة العربية
في ذات السياق، قال حسام زكي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، في تصريحات إعلامية له، إن القمة العربية لن تعقد قبل شهر رمضان المقبل، موضحًا تاريخ عقد القمة يخضع للمشاورات التي تجري بين الجزائر والأمين العام للجامعة العربية للوقوف على أفضل تاريخ يناسب جميع الأطراف لضمان مشاركة أكبر قدر ممكن من القادة العرب.
وأشار زكي إلى أنه لا توجد أسباب سياسية لتأجيل القمة العربية، وأن الجامعة تؤيد مساعي الجزائر لتوحيد الجهود العربية لحل مشكلات المنطقة، مؤكدًا أن القمة المرتقبة تأجلت بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا، في الفترة الراهنة.
من جانب آخر، يرى الدكتور عبد العلي حامي الدين، أستاذ السياسة والقانون الدستوري بالمغرب، أن تأجيل موعد انعقاد القمة العربية المقرر تنظيمها في الجزائر مرتبط بالدولة المستضيفة، للاتفاق على أفضل موعد يتيح حضور جميع رؤساء الدول العربية، خاصة في ظل الظروف الصحية التي فرضتها جائحة كورونا التي لا تزال تستدعي إجراءات احترازية.
وأضاف حامي الدين، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن التطورات التي يشهدها النظام العربي في الآونة الأخيرة تستدعي معالجة الكثير من التوترات الثنائية والتخفيف من حدتها قبل عقد القمة، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية للدولة المستضيفة لم تكن عاملًا مساعدًا على ضمان نجاح عقد القمة في وقتها المحدد، وهي تتحمل مسؤولية هذا التأجيل.
وفي وقت سابق، أعلن أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عقد القمة العربية في الجزائر بين رؤساء الدول العربية، في مارس 2022 المقبل.
وأضاف أبو الغيط، ردًا على سؤال بشان إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية، خلال المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية العرب، أن هناك بعض الأطراف العربية تتحدث عن الرغبة في فتح الحوار بشأن سوريا، والسماح لها بالعودة إلى الجامعة العربية، موضحًا أنه من المُبكّر التحدث بشأن عودة سوريا.
