تسبب في انفجار الثورة البلشفية.. ماذا تعرف عن الأحد الدامي في روسيا؟
كانت أخر سنوات القرن التاسع عشر، تمر بصعوبة في روسيا، بسبب مشاركة البلاد في الحرب ضد اليابان، وكانت على مشارف الهزيمة الساحقة، مما جعل البلاد في حالة من السوء بسبب النقص الحاد في الدواء والغذاء، وتفجرت إثر ذلك الكثير من الاحتجاجات والمظاهرات التي صاحبتها أعمال العنف، حتى وصلت إلى ما يعرف بالأحد الدامي، الذي يوافق 22 يناير من العام 1905.
كان حاكم روسيا في تلك الفترة القيصر الروماني نيكولاس الثاني، الذي وصل إلى الحكم في عام 1894، وكان حاكم ضعيف الشخصية، مملى الإرادة، مشتت بين أفكار واقتراحات من حوله، خاصة فترة قرب الراهب الشهير غريغوري راسبوتين، الذي استغل مرض ابن القيصر الوحيد بالهيموفيليا، وادعى علاجه، وصار أقرب الأشخاص من القيصر، حتى تم اغتياله بعد ذلك.
مع اشتغال الحرب، وتدهور الأحوال، وغليان الشارع، تجمع القادة الثوريين، وعلى رأسهم لينين، الذي سوف يتم نفيه للخارج، تحت هدف واحد، واهو الإطاحة بالقيصر وبالنظام الحاكم.
وخلال العمل على ذلك الهدف، جرت العديد من المفاوضات والمؤتمرات التي فشلت في إيجاد حل، ولم تأخذ الحكومة مطالب الثوار على محمل الجد، وقررت من هنا الجماعات العمالية، والاشتراكية، تغيير طريقة التعامل والتفاوض.
المذبحة التي أتت بالحكم الشيوعي بعد 10 سنوات
وفي 22 يناير، قام مجموعة من العمال الروس، يقودهم القس جورجي أبولونفيتش جابون، إلى قصر القيصر، في سانت بطرسبرج، من أجل عرض مطالبهم على القيصر، وخلال تجمعهم أمام القصر، قامت القوات الموجودة، التابعة للإمبراطورية، بإطلاق نيران أسلحته على المتظاهرين، لتسقط المئات من القتلى إثر تلك الفعلة.
زادت الاحتجاجات وأعمال العنف والشغب في روسيا، بسبب غضب الشعب من تلك المذبحة، ووعد نيكولاس بأن يشكل سلسلة من المجالس، من أجل إيجاد حلول للإصلاح، لكن لم يهدأ التوتر أبدا، وظلت التوترات في صعود مستمر لـ 10 سنوات، حتى قامت الثورة البلشفية بقيادة لينين، وانهارت الإمبراطورية، وبدأت روسيا بعد ذلك عهد جديد.