لماذا تمنى الزعيم الروسي فلاديمير لينين هزيمة بلاده في الحرب العالمية الأولى؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الزعيم السوفيتي الشهير فلاديمير لينين، مهندس الثورة البلشفية، وذلك في 21 يناير من العام 1924، كان لينين قائد روسيا، وزعيم الاتحاد السوفيتي الأول، كما كان لينين من أمم الصناعة، وأعاد توزيع الأراضي من جديد على طبقات الشعب المختلفة.
ولد لينين عام 1870، لعائلة من الطبقات المتوسطة، في إوليانوفسك الروسية، وواجهت عائلته العديد من الأزمات التي أسهمت في تكوين شخصية لينين السياسية مبكرا، منها تهديد والده العديد من المرات بالتقاعد من عمله، بسبب آرائه حول التعليم، كما أعدمت السلطات شقيقه الأكبر في عام 1887، بتهمة التآمر لقتل القيصر، ما دفع به إلى تبني آراء سياسية عنيفة ومعارضه في مراهقته.
أعلن لينين في عام 1889 بأنه أصبح ماركسيا، وبعد فترة صغيرة تم القبض عليه ونفيه إلى سيبيريا بسبب نشاطاته الماركسية، ونفي معه ناديجدا كروبسكايا، التي سيتزوج منها بعد ذلك في 22 يوليو 1898.
وتنقل لينين خلال فترة نفيه تحت اسمه المستعار، إلى ألمانيا وسويسرا، واجتمع مع العديد من الماركسيين، وأسس وقتها الحزب البلشفي.
لينين يدعم هزيمة روسيا في الحرب العالمية
وشاركت روسيا في الحرب العالمية الأولى التي اندلعت في 1914، وكانت وقتها أضعف بكثير من الجانب الألماني، وكانت من أشد الدول تأثرا وخسارة مادية في الحرب، وخلال الحرب دعا لنين إلى هزيمة روسيا في الحرب، وذلك لاعتقاده أن الهزيمة سوف تشعل فتيل الثورة الداخلية في روسيا.
واستغلت ألمانيا الموقف واشتعال الموقف الداخلي الروسي، فأرسلت لينين ورفاقه إلى روسيا، وسهلت دخولهم إلى البلاد عبر شاحنة، وقال تشرشل رئيس الوزراء البريطاني، عن هذا في وقت لاحق، إن ألمانيا وجهت لروسيا أكثر الأسلحة فظاعة.
وصل لينين في أبريل 1917، وسط إضرابات واحتجاجات شعبية روسية واسعة وبسبب نقص المواد الغذائية والدواء، وكان القيصر نيكولاس الثاني تنازل عن عرشه عنوة، وكانت الحكومة المؤقتة الموجودة، داعمة لوجود روسيا في الحرب.
وصول لنين للحكم وتنفيذ انقلابه
عمل لينين على الإطاحة بالحكومة المؤقتة، لأنه اعتبرها دكتاتورية برجوازية، ودعا لحكم العمال والفلاحين، وبعد أن أرهقت الحرب الحكومة الروسية، انقض فلاديمير لينين على الحكم، عن طريق تنظيم مكون من العمال والفلاحين، كون بهم قوة عسكرية، أسماهم الحرس الأحمر، استولت على المباني الحكومية، وأحدثت انقلابا، وصل به البلاشفة لسدة الحكم، وأصبح لينين الزعيم الأول لأول دولة شيوعية في العالم.
توفي لينين في 21 يناير من عام 1924، في جوركي لينيسكي، قرب موسكو، وكان عمره 53 سنة، وشارك في وداعه أكثر من مليون روسي، وقفوا في طوابير طويلة في البرد القارس، لوداع جثمان لينين الذي كان موضوعا في مجلس النقابات العمالية في موسكو.
ونقل جثمان فلاديمير لينين العديد من المرات، من ضريح في الساحة الحمراء بـ موسكو، إلى مدينة تيومين البعيدة، وذلك للحفاظ عليه خلال الحرب العالمية الثانية، وتوجد الآن بقايا جثته المحنطة في قبر لينين في الساحة الحمراء.