الصحراء الغربية تعيد التوتر بين المغرب والجزائر.. هل تنجح الأمم المتحدة في إنهاء أطول نزاعات إفريقيا؟
عاد التوتر مجددا بين الجارتين العربيتين المغرب والجزائر، بسبب أزمة الصحراء الغربية، والتي لطالما أحيت تلك البقعة الملتهبة النزاع بين الرباط والجزائر.
وتجدد التوتر خلال الساعات الأخيرة على خلفية الجولة التي باشرها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، في سياق مهمته المتعلقة بحل قضية الصحراء الغربية، وبعد فشل الجولات السابقة في إيجاد مخرج للأزمة العالقة بين الجزائر والرباط منذ عقود.
وتأتي جولة المبعوث الأممي في وقت تشهد المنطقة توترا متصاعدا، دبلوماسيا بين الجزائر والمغرب، وعسكريا بين جبهة البوليساريو والمغرب، الأمر الذي من شأنه التأثير على مهمة دي ميستورا ويهددها.
من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية بالمغرب، لـ القاهرة 24، إنه بدا واضحا أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا لم يجد تعاونا إيجابيا من مخيمات تندوف ولا من الجزائر خلافا للدعم الذي لقيه في الرباط، حين أكدت على التزامها بمضمون التسوية السياسية المقترحة من طرف مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير حول الصحراء رقم 2602.
وأضاف الفاتحي، أن جولة دي ميستورا تفاوضية وليست اتصالية تستهدف الاستماع إلى أطراف النزاع لتكوين قناعة بشأن تدبير خطة حل النزاع. بل هي جولة تفاوضية تتضمن دعوة الأطراف رسميا للجلوس إلى المائدة المستديرة تحت إشراف الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي متوافق بشأنه.
وتابع السياسي المغربي، أن محددات الجولة تكمن في توصيات القرار الأخير حول الصحراء حين دعا الأطراف وبدون شروط مسبقة للجلوس إلى مائدة الحوار بعد أن حدد الأطراف ومواصفات الحل الذي يجب أن يكون واقعيا وعمليا ومستداما، إلا أن السلبية التي أبدتها الجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو أمام المبعوث الشخصي من شأنها أن تعطل الجهود الأممية للوصول إلى حل سياسي لنزاع طال أمده. ولا سيما حين يشددان على وضع شروط مسبقة كما هو الحال بالنسبة لجهة البوليساريو أو رفض المشاركة في الموائد المستديرة أساسا كما هو الحال بالنسبة للموقف الجزائري.
وأكمل الدكتور عبد الفتاح الفاتحي: من الصعوبة بمكان توقع أفق سياسي إيجابي حيال القرار الذي يؤطر هذه الجولة وهو ما يعني بأننا لن نكون أمام اختراق هيكلي للنزاع بالنظر إلى حالة السلبية التي تبديها الجزائر وجبهة البوليساريو.
وقال مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن إبقاء الجزائر والبوليساريو على مواقفهما الراديكالية لا يؤشر على جدية طرفين رئيسيين في النزاع، خاصة أن كانت هذه المواقف قد تجاوزتها قرارات مجلس الأمن الدولي منذ 2007، حيث تم التأكيد يومئذ على استحالة تطبيق خطة الاستفتاء لصعوبات تقنية ولوجستية ومنها صعوبة التوافق على الهيئة الناخبة، ولذلك رجح تبني مجلس الأمن الدولي الحل السياسي المتوافق حوله من لدن الأطراف المعنية.
لا بديل عن الاستفتاء حول تقرير المصير
وقال المحلل السياسي الجزائري والباحث في علم اجتماع التنظيمات، يحيى خنفوف لـ القاهرة 24، إننا بالجزائر ندعم الموقف الرسمي لحكومتنا في قضية الصحراء الغربية، ثانيا قضية الصحراء الغربية وبعد كل هذه المدة ليس لها حل سوى الاستفتاء حول تقرير المصير الذي أقرته فيما مضى الأمم المتحدة، وأعتقد أن الاتفاق بين الطرفين تم في هيوستن الأمريكية منذ أكثر من عقدين وكان على أثرها إقرار بعثة المينورسو الأممية.
وأضاف المحلل السياسي الجزائري يحيى خنفوف، أن التحركات الأممية في هذه الأيام والوفود الأممية وما شابه فلن تأتي بجديد خاصة بعد التصويت الأخير في مجلس الأمن والذي وافق نظرة المملكة المغربية في حل ملف الصحراء الغربية باعتماد الاستقلال الذاتي، وبعد دخول الكيان الصهيوني على الخط مباشرة استقوت المملكة وتمسكت برأيها ورؤيتها وبذلك لن يكون جديد.
أزمة الصحراء الغربية
وتدهورت العلاقات منذ العام الماضي بين المغرب والجزائر، عندما عادت قضية الصحراء الغربية إلى صدارة المشهد بعد سنوات من الهدوء النسبي. ويَعتبر المغرب المنطقةَ المتنازع عليها جزءًا من أراضيه. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال المنطقة.