علي جمعة يستعرض سيرة السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي الخاتم عليه السلام: عمرها بين 24 و29 سنة
عرض الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، سيرة السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسيدة نساء العالمين.
وكتب علي جمعة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: السيدة فاطمة بنت سيدنا رسول الله، سيدة نساء العالمين، البضعة النبوية، والجهة المصطفوية، أم أبيها، أم الحسنين، بنت سيد الخلق أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية.
وأضاف علي جمعة: أمها: السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وأرضاها، مضيفًا: قال الواقدي " أنها ولدت والكعبة تبني، والنبي ابن خمس وثلاثين سنة".
وتابع علي جمعة: مولدها قبل المبعث بقليل، منوهًا: تزوجها الفتى الغالب الإمام علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر، وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد، فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب.
وأكمل علي جمعة: وقد كان النبي يحبها ويكرمها ويسر إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله، مردفُا: وقد غضب لها النبي لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل، فقال: "والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها" فترك علي الخطبة رعاية لها.
وأوضح: ولما انتقل النبي حزنت عليه، وبكته، وقالت: يا أبتاه! إلى جبريل ننعاه! يا أبتاه! أجاب ربا دعاه! يا أبتاه! جنة الفردوس مأواه! وقالت بعد دفنه: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله.
واستطرد: وقد قال لها في مرضه: إني مقبوض في مرضي هذا، فبكت، وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به، وأنها سيدة نساء هذه الامة، فضحكت، وكتمت ذلك، فلما انتقل، سألتها السيدة عائشة، فحدثتها بما أسر إليها، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فقام إليها وقال: "مرحبا بابنتي".
أكثر ما قيل إنها عاشت تسعا وعشرين سنة
وقال علي جمعة: توفيت بعد النبي بخمسة أشهر، أو نحوها، وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة.
وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعا وعشرين سنة، والأول أصح، كما كانت أصغر من السيدة زينب زوجة أبي العاص بن الربيع، ومن السيدة رقية زوجة عثمان بن عفان.
واستطرد: وعن أبي هريرة: نظر النبي إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: "أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم"، وقال رسول الله: "لا يبغضنا أهل البيت أحد، إلا أدخله الله النار"، وعن حذيفة: قال النبي: "نزل ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ".
وأشار إلى أنه: عن عائشة، قالت: عاشت فاطمة بعد النبي ستة أشهر، ودفنت ليلا، وقال الواقدي: هذا أثبت الاقاويل عندنا، وقال: وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها، هو وعلي والفضل، وقال سعد بن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا.
ولفت إلى: وكانت وصية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها أن تدفن ليلًا ويعفي قبرها، وحملت الزهراء رضي الله عنها إلى مثواها الأخير، في نعش صنعته لها أسماء بنت عميس رضي الله عنها بمواصفات خاصة، وذلك لشدة حيائها رضي الله عنها فقد استقبحت أن تحمل على الآلة الخشبية ويطرح عليها الثوب فيصفها، فكان نعشها عبارة عن سرير شدت جرائد النخيل على قوائمه، ثم غطي بثوب، فكانت السيدة فاطمة أول من حملت في نعش.