السريالي الأكبر.. متى بدأ اهتمام سلفادور دالي بالفن وبمن احتذى؟
سلفادور دالي، أحد أبرز الفنانين في القرن العشرين، من حيث التنوع، والإنتاج، والابتكار، الذي رحل عن عالمنا في 23 يناير من العام 1989، كما يعد الفنان السريالي الأشهر على الإطلاق، إضافة إلى أعماله السينمائية، والتي تعاون فيها من لويس بوتويل، وألفريد هيتشكوك.
ولد دالي في 11 مايو من العام 1904، في فيجوايراس، بـ إسبانيا، بالقرب من الحدود الفرنسية، اهتم منذ طفولته بالفنون والرسم، والتحق بمدرسة الرسم في فيجيريس عام 1916، وأقام معرضه الأول عام 1918، في مسرح البلدية، وفي 1921، توفيت والدته بسرطان الرحم، وأثرت تلك الحادثة فيه كثيرا، حيث قال كانت وفاة أمي أعظم ضربة وجهت لي في حياتي.
قام بأول رحلاته إلى فرنسا في إبريل 1926، والتي فيها بـ بابلو بيكاسو، وكان يحترمه كثيرا، ويعتبره قدوة في الفن، وكان حتى تلك الفترات متأثرا بأعمال بيكاسو، وأعمال عصر النهضة.
وفي عام 1927، بدأ سلفادور دالي التأثر بالسيريالية، وعرض اثنين من الأعمال السيريالية الأولى له، وهي العسل أحلى من الدم، والأداة واليد، في صالون الخريف السنوي، في برشلونة، وأثارت تلك الأعمال ذهول الجمهور الحاضر، والنقاد أيضا.
وخلال الفترة من 1929، إلى عام 1937، قام دالي، بإنتاج أهم اللوحات التي جعلته السيريالي الأشهر في العالم، حيث صور عالم الأحلام، الذي تتحول في الأشياء بطريقة غير طبيعية وغير عقلانية.
ثبات الذاكرة وبداية عالمية سلفادور دالي
رسم سلفادور دالي ثبات الذاكرة، والتي تعد إحدى أشهر أعماله، في عام 1931، والتي صور فيها ساعة الجيب الكلاسيكية، وهي ذائبة، والتي تدل إلى انهيار مفاهيم الإنسان عن النظام الكوني الثابت، عن طريق المفارقة التي أحدثتها اللوحة بالصلابة والرخاوة.
في الأربعينات، أخذت شهرة دالي تأخذ اتجاها عالمي، وأقام العديد من المعارض في لندن والولايات المتحدة وغيرهم، وظل إلى أواخر حياته، حيث لعبت صحته دورا كبيرا في تراجعه، فكان في أواخر فتراته، يوقع على الورق الأبيض، من أجل أن يتم طباعة الرسومات عليه مستقبلا.
أصيب بالاكتئاب في أواخر حياته، وأدمن المخدرات، وكان آخر رسمه خلال حياته، ذيل السنونو، ورغم ما كان يعانيه من أمراض ورعشات في يديه، إلا أن اللوحة أدهشت النقاد من دقتها، وفي عام 1982، رحل سلفادور دالي عن عالمنا في قلعة بوبول.