لماذا يحتفي جوجل بـ يوهانس فيرمير اليوم.. وما قصة اللوحة التي يعرضها؟
تحتفي اليوم 12 نوفمبر، شركة جوجل العالمية بالفنان الهولندي الشهير يوهانس فيرمير، عن طريق مؤشر البحث الأشهر في العالم، جوجل، حيث وضعت بعض أعماله، وذلك بمناسبة ذكرى افتتاح المعرض الوطني بواشنطن، الذي ضم 21 عمل له من أصل 35 في مثل هذا اليوم من عام 1995.
ولد فيرمير في عام 1632، وبدأ انجذابه نحو الفن في سن مبكرة، وخلال فترة حياته، حتى وفاته عام 1675، أنتج فيرمير 36 لوحة فقط، لكن يظل معظم تلك اللوحات من أشهر ما تم رسمه في العصر الباروكي، ومن أهم الأعمال الموجودة على الساحة العالمية حاليًا، وتعد أماكن تواجدها من أشهر الوجهات التي تجذب عشاق ومحبي هذا الفن.
فتاة تقرأ رسالة في النافذة المفتوحة.. لوحة بتفاصيل فريدة
تشتهر العديد من اللوحات التي رسمها العالمي يوهانس فيرمير، ومنها تلك اللوحات المميزة التي اختارتها جوجل لتكون على مؤشر البحث، ومنها لوحة «فتاة تقرأ رسالة في النافذة المفتوحة»، والتي رسمها تقريبا في عام 1657، والتي تصور العديد من الأمور، والتفاصيل الممتعة، التي لم يغفل عنها أشهر رسامي الحياة الاجتماعية في المنازل.
تصور اللوحة فتاة واقفة أمام النافذة، تقرأ رسالة وصلتها، ووجهها ممتلئ بالتفاصيل، تنظر بانهماك شديد إلى رسالتها، التي قد وصلت إلى الجزء الأخير منها، ويتسرب شعاع الشمس من النافذة، ليضيء وجهها الجميل، وشعرها الأشقر، ترتدي زيا تقليديا، ينتمي للأسر المتوسطة في القرون الوسطى، وعلى النافذة نجد انعكاس وجهها، لكن دون الكثير من التفاصيل، لكن نستطيع أن تستشف من هذا الانعكاس، بأنه يعبر عن تيه وحيرة، وحزن، وصل إليها من تلك الرسالة.
تتصدر المشهد أيضا طاولة مغطاة بأقمشة مطرزة بشكل رائع بألوان وأشكال شرقية، ومطوية عدة طيات على الجانب، وفوقها طبق مليء بالفواكه، تساقطت منه بعض الفاكهة، مما يعطي دلالة خفية، بأن تلك الفتاة، تفكر في الهرب مع أحدهم، وهذا ما تقرأه في رسالتها.
تمتلئ الغرفة بالتفاصيل، وأيضا رسمت باستخدام أسلوب الظلال الذي كان منتشرا في ذلك الوقت، لإعطاء عمق للوحات، وقد وظفها فيرمير بشكل بارع، خاصة في رسم الستائر الموجودة بالغرفة، والتي أعطت انطباع بصفاء الجو الخارجي.
لوحة داخل اللوحة.. عظمة من فيرمير واكتشاف متأخر
على الحائط المواجه، نجد لوحة معلقة داخل اللوحة، هي لإله الحب كيوبيد، والذي وقف حاملا قوسه وسهمه، وملقى أمامه قناعين، ويشير وجود كيوبيد إلى الاستنتاج بأن الرسالة التي تقرأها الرسالة، هي رسالة حب، وصلتها من أحدهم، والغالب، أنه يطلب منها الهروب معه، ويؤكد هذا الاستنتاج، كل تكوينات اللوحة، النافذة المفتوحة، الفاكهة المتساقطة، كيوبيد، الحيرة على وجه الفتاة.
تم شراء لوحة الفتاة التي تقرأ الرسالة، في باريس عام 1742، وكانت وقتها مختلفة عن شكلها الحالي، بسبب عدم وجود لوحة كيوبيد الموجودة داخلها، وذلك يرجع إلى أن أحدهم قد تلاعب باللوحة، ولم تترك على حالتها، وظلت إلى أن أجرى لها تحليل تحت الأشعة السينية عام 1979، وتم اكتشاف وجود كيوبيد، وتم ترميمها بعد ذلك عام 2017 حتى عادت إلى شكلها الأصلي، فهي الآن مماثلة للشكل الذي خرجت به من تحت يد فيرمير.