2000 قطعة أثرية اختفت من المتاحف.. والزئبق الأحمر أنقذ المتحف المصري خلال ثورة يناير 2011
شهدت مصر خلال الخامس والعشرين من يناير 2011، العديد من حالات السرقة للكثير من المتاحف المصرية ونهبها، ومنها المتحف المصري بالتحرير، ومتحف ملوي، ومنطقة بين الجبلين جنوب محافظة الأقصر، والعديد من المحتويات الأثرية بمحافظة أسوان والقليوبية.
ووفقًا للإدارة المركزية للمضبوطات والمقتنيات الأثرية في بيانها الصادر خلال عام 2014، فإن سرقة الآثار زادت بنسبة 90% عقب أحداث ثورة 25 يناير، ويعتبر سرقة المتحف المصري بالتحرير أشهر المتاحف الذي تم نهب الآثار بداخلها حيث تم نهب حوالي 54 قطعة أثرية ومن متحف ملوي 1089 قطعة أثرية، ومن متحف الفنتين بأسوان تم سرقة 96 قطعه أثرية.
الدكتور زاهي حواس: الزئبق الأحمر أنقذ المتحف المصري بالتحرير من الدمار
أنقذ الزئبق الأحمر الذي ادعى البعض أنه تم اكتشافه في المقابر المصرية القديمة، المتحف المصري بالتحرير خلال ثورة 25 يناير من الدمار الشامل، بتلك الكلمات كشف الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصرية ووزير الآثار المصرية ذاك الوقت، لـ القاهرة 24، أسرار حماية المتحف المصري بالتحرير خلال ثورة يناير2011.
وقال حواس، إن حماية المتحف المصري بالتحرير خلال ثورة 25، يرجع الفضل الأول لله عز وجل، وأن الذين دخلوا المتحف المصري بالتحرير جميعهم لا يدركون شيء في علم الآثار وأغلبهم جهله، وذلك السبب هو الذي جعلهم يبحثون عن الزئبق الأحمر ولا يلتفتون للقطع الأثرية، وذلك السبب كان له الفضل في سرقة أقل عدد من آثار المتحف خلال هذه الفترة وهو سرقة 54 قطعة، ولكنه استطاع أن يُعيدها ماعدا 17 قطعة لازالت مفقودة حتى الآن وهي عبارة عن تمائم صغيرة الحجم.
الحكومة المصرية والتعامل مع الآثار خلال سرقة يناير
وأوضح عالم الآثار المصرية، إنه خلال ثورة يناير، تقدمت بدعوة ونداء عاجل لـ المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ذاك الوقت لحماية المتحف المصري بالتحرير والأماكن الأثرية المختلقة، مشبرًا إلى أنه يوم 28 يناير 2011 اتصلت تليفونيًا مع المشير طنطاوي، لحماية آثار مصر من المتظاهرين؛ واستجاب المشير، وأرسل قُوة عسكرية من قوات الصاعقة الساعة 12 ليلا لحماية المتحف المصري بالتحرير، وأرسل المشير طنطاوي خلال أحداث يناير، قوات عسكرية لجميع مناطق الآثار، وتم إزالة جميع التعديات على الأماكن الأثرية، واسترداد كافة الأراضي التابعة للآثار بجهوده، مؤكدا أن التصدي لهذه الجريمة البشعة الواقعة على آثار مصر وتاريخها سيُقدره العالم، وينال احترام المجتمع الدولي العاشق لآثار مصر وتراثها الحضاري الفريد.
عامي 2011 و2021 عام التهريب والحفر خلسة:
وتابع حواس، أن عام 2011 و2012 شهدا أكثر عمليات التهريب وحدثت حفائر خلسة في جميع أنحاء مصر وخرجت آثار كثيرة جدًا خارج البلاد غير مسجلة في قطاع الآثار، وأن أغلب الآثار المسترة خلال الأعوام الماضية منذ عام 2015 من جميع دول العالم أغليها كانت مهربة خارج البلاد خلال أحداث ثورة الخامس والعشرون من يناير 2011، الذي انتشر خلاله الحفر خلسة للتنقيب على الآثار بشكل جنوني خاصة والذي استخدمت فيه أحدث تقنيات علمية بأجهزة مهربة لكشف ما في باطن الأرض من قطع أثرية ومقابر ومعابد وغيرها، مؤكدًا أن مدنية عين شمس وأخميم بسوهاج مدن تعوم على بحر من الآثار، وثلث آثار مصر تم تهريبه خلال فترة الانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير.
سُرق من مصر في أحداث ليُعرض بمتحف المتروبوليتان بنيويورك
كشف الدكتور أحمد بدران، أستاذ التاريخ والحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، عن حكاية استرداد التابوت الذهبي للكاهن نجم عنخ من الولايات المتحدة الأمريكية، والمعروض الآن داخل قاعة العرض بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وقال أستاذ التاريخ والحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، خلال تصريحاته لـ القاهرة 24، عن أحداث يناير إن التابوت الذهبي للكاهن نجم عنخ تم تهريبه خارج البلاد بعد الكشف عنه نتيجة الحفر خلسة خلال أحداث يناير، وأن التابوت يعود إلى نهاية عصر البطالمة، وهو مصنوع من الخشب المغطى بالذهب على شكل مومياء، يبلغ طوله مترين، ويعود تاريخه إلى نهاية الأسرة البطلمية، ونجم عنخ هو الكاهن الأكبر للإله هيرشيف في مدينة هيراكليوبوليس والذي هي الآن مركز إهناسيا ببني سويف، ولكن التابوت يحتوى على مومياء الكاهن.
ومن جهته قال شعبان عبدالجواد، مدير عام إدارة الآثار المستردة بالوزارة في بيان له بعد عودة التابوت، إنه بعد خروج التابوت من مصر خلال أحداث يناير قام متحف متروبوليتان في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بشراء التابوت من تاجر فنون في باريس في يوليو 2017 بحوالي 4 ملايين دولار، وبجهود وزارتي الآثار والخارجية المصرية نجحت في إثبات أحقية مصر في استعادة التابوت الذي اشتراه متحف المتروبوليتان من أحد تجار الآثار الذي كان حاملا تصريح خروج للقطعة صادرًا من مصر.
وعاد التابوت الذهبي للكاهن نجم عنخ من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تحقيقات مكتب المدعي العام لمدينة منهاتن بنيويورك، بعدما استمرت حوالي أكثر من 20 شهرا قدمت خلالها الإدارة العامة للآثار المستردة بالوزارة بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والدعم بكافة الأدلة، وانتهت التحقيقات من إثبات أحقية مصر في استعادة هذا التابوت الأثري.
عدد القطع الأثرية المسروقة خلال ثورة 25 يناير 2011:
وكشف الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار الأسبق، والذي تولي حقيبة وزارة الآثار لأربع ولايات متفرقة هي كالاتي: 7 ديسمبر 2011، 2 أغسطس 2012، 16 يونيو 2013، 14 مارس 2014: 15 يونيو 2014، عذن عدد القطع الأثرية المسروقة خلال ثورة يناير 2011، معلقًا: أن القطع الأثرية المسروقة خلال 25 يناير 2011 بلغ عددها حوالى 2000 قطعة أثرية من مختلف متاحف مصر.
وأوضح وزير الآثار الأسبق، أنه من أشهر المتاحف الذي سُرقت منها عدد كبير هو متحف ملوي بمحافظة المنيا والذي كان يحتوي اكثر من 1089 قطعة اثرية أغلبها تمت سرقته، وتم تهشيم 32 قطعة أثرية، والذي بقي في المتحف ذاك الوقت 10 قطع أثرية وتم نقلها لاحد المخازن، وبعدها تم استرداد 486 قطعة أثرية ومازال قطع لم تسترد حتى الآن، لافتًا إلى أنه تم سرقة حوالي 231 قطعة أثرية من أحد المخازن الأثرية بمحافظة الجيزة، وتم استعادة 104 قطعة منه.