31 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج لبناء مصر.. كيف ساهمت ثورة 25 يناير بإعادة بناء الثقة للمقيمين بالخارج
مر نحو 11 عامًا على اندلاع ثورة 25 يناير، التي ظهرت من نبض الشارع المصري وشعبه، الذي أراد أن يحيا بعد أن عاش قبها سنوات طويلة بعدم الشعور بالأمان، لتأتي الثورة بهدف الحصول على حقوق كادت أن تختفي، ليس فقط من أجل مصلحة المصريين بالداخل، ولكن كان لها تأثيرًا إيجابيًا أيضًا على المصريين بالخارج، لتُفعل بعدها حقوقهم الدستورية التي كُتبت بحبرًا على ورق ولم يتم تحقيقها على أرض الواقع.
رئيس المنتدى العربي الأوروبي
قال أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي والأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجينيف، إن المصريين بالخارج قبل ثورة 25 يناير، كانوا مهمشين لمدة 30 عامًا، حيث لم يكن لهم الحق السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي أو حتى الانتخابي، بل يُنظر إليهم أنهم آلة لتحويل العملة الصعبة فقط، فجاءت 25 يناير لتعطي لهم كافة حقوقهم وأبرزها الحق الانتخابي.
وأضاف نصري، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن ثورة 25 يناير كان لها أهمية أيضًا في أن يكون هناك 8 ممثلين للمصريين بالخارج بالبرلمان، فضلًا عن اهتمام الدولة المصرية ممثلة في وزارة الهجرة بربط أبناء الجيل الثاني والثالث بعد تهميش الجيل الأول، وذلك من خلال برامج التبادل الثقافي، وزيارات شباب الدارسين بالخارج مع الرموز الدينية والسياسية، بعد أن كانوا لا يمتلكون معلومات وانتماءاتهم ضعيفة.
وأكد نصري، أن المجتمعات الغربية والعربية أصبحت لها نظرة احترام للمصريين بالخارج، بعد مواقف الدولة المصرية من خلال الوزارات المسئولة في التحرك السريع بشأن أي أزمة تحدث بالخارج، قائلًا: هناك فرق بين ما قبل 25 يناير، وما بعدها حيث أن المصريين بالخارج تم تفعيل حقوقهم التي كانت على ورق فقط.
رئيس العائلة المصرية بألمانيا
من ألمانيا، قال علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية بألمانيا، إن ثورة 25 يناير، ثورة شعب كامل، وبعدها أصبح هناك العديد من الأنشطة الخاصة بالمصريين بالخارج، قائلًا: بعد الثورة بلدنا احتاجتنا وكنا على قلب رجل واحد واستطاعت بعدها ربط المصريين بالخارج بمصر، والاهتمام بفئة الشباب بالخارج.
وأضاف ثابت، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن المصريين بالخارج قبل ثورة 25 يناير لم يكن لهم صوت يتم توصيله لحل ما يعانوا منه، ولكن مع أول زيارة أوروبية للرئيس عبد الفتاح السيسي لجولة ألمانيا، كان واحدًا ضمن أفراد الجالية الذين جلسوا معه وطلبوا منه إنشاء وزارة خاصة بهم وهو ما تم تنفيذه في عام 2015 بإنشاء وزارة الهجرة والمصريين بالخارج.
وأوضح ثابت، أن قبل ذلك كان حتى الإعلام الأجنبي متوجه نحو السلبيات، ولكن بعد الثورة قومنا بتوصيل أصواتنا وأثبتنا أنها إرادة الشعب، وأصبحت الأخبار تتحدث عننا وعن وقفتنا وقت زيارات السيسي لأي دولة أوروبية، مُسترسلًا: حصل تغيير في السياسة الخارجية، وحقوق الانسان المدعية، وحتى علاقتنا أصبحت أكثر تطورًا بعد ثورة 25 يناير بعدما كانت ضعيفة.
تحويلات المصريين بالخارج
أعلنت وزيرة التخطيط، أنه منذ نوفمبر 2016، شهدت مصر زيادة التحويلات النقدية للمصريين بالخارج بنسبة 8،5% خلال الفترة من يوليو 2020 إلى مارس 2021، لتصل إلى 23،4 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرها 1،9 مليار دولار أمريكي عن الفترة ذاتها من عام 19/2020.
وبالرغم من جائحة كورونا، إلا أن تحويلات المصريين بالخارج واصلت نموها واتجاهها التصاعدي لتُقدَّر بنحو 31،4 مليار دولار في عام20/2021 (تمثل ما يزيد عن ثُلُث إجمالي مصادر النقد الأجنبي في العامين الأخيرين) مُحققة معدل نمو بلغ 13% مقارنة بعام 19/2020( بلغت 27،8 مليار دولار)، وبمعدل نمو 70% مقارنة بعام 13/2014(18،5 مليار دولار).
ومن ناحيتها، قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن ارتفاع التحويلات النقدية للمصريين بالخارج يعكس ثقة المواطن المصري بالخارج في قيادته السياسية ودولته المصرية، وما تشهده مصر خلال الفترة الراهنة من استقرار على مختلف الأصعدة، نتيجة لما اتخذته الدولة من حزمة إجراءات لتحسين المناخ الاستثماري، وكذلك تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي وتحرير سعر الصرف.
رئيس الجالية المصرية بفرنسا
من فرنسا، قال صالح فرهود، رئيس الجالية المصرية بفرنسا، إن ثورة 25 يناير جاءت للتغير وأهم ما جاءت به الوعى الشعبي وخاصة من شباب ناجح قاد الثورة، قائلًا: المصريون بالخارج قبل الثورة كانوا دائمون التردد فى رحالات فى غاية الأهمية لزيارة مصر خاصة مع شباب الجيل الثاني والثالث وكانت الدولة المصرية مهتمة جدا بهذه الزيارات فحبنا لمصر لم يتغير ودائما ملف المصريين بالخارج على قدر من الوثاق والتعامل الجاد بين جميع أبناء مصر بالخارج.
وأضاف صالح فرهود، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن ملف المصريين بالخارج في الوقت الحالي يلاقى اهتماما من وزارة الهجرة والمصريين بالخارج بقيادة وزيرة استطاعت أن تجعل الجميع بالخارج يلتفوا حول الوطن الأم ولا تشعر بأي غربه لأننا دائمون الاتصال مع الوزارة لم يتغير التعامل معنا قبل الثورة أو بعدها لأن الوزارة جمعت الكيانات فى عديد من المؤتمرات التي عقدتها، وإحساسهم بالمسئولية تجاه الوطن دور الوزارة الكبير فى الحد من الهجرة غير الشرعية، فضلًا عن تبادل معلومات بين الكيانات فى الخارج والوزارة من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، وأصبحنا نشعر أن المسئول عننا واحد منا.