متحدث باسم الخارجية الأمريكية: نهتم بالأمن المائي لمصر.. التقارب الخليجي الإيراني أمر إيجابي.. ولا ندعم أي مرشح في ليبيا | حوار
العلاقات المصرية الأمريكية، ممتدة على مدار سنوات طويلة، فالولايات المتحدة الأمريكية تمثل قوة عظمى في العالم خلال العقود الماضية، في حين تمثل مصر القوة الإقليمية، لذا تربطهما التزامات ورؤى في العديد من القضايا بالمنطقة، ما يجعل العلاقات تنطوي على كل ضرورات التعاون وإمكانات الاختلاف وهو الواقع الذي يفرض أهمية التشاور والحوار الاستراتيجي المستمر بين الدولتين.
وارتبطت مصر والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات استراتيجية وثيقة استمرت على مدى العقود الماضية، في كل قضايا المنطقة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والسودان واليمن وليبيا.
القاهرة 24، أجرى حوارًا مع ساميويل وربيرج المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، والذي أوضح خلاله أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة قوية جدًا واستراتيجية، مشيرًا إلى دعم بلاده لجهود التعاون من قبل قبل مصر وإثيوبيا والسودان لحل خلافات سد النهضة.
وربيرج أضاف أيضًا أن واشنطن تثمن جهود ومبادرات دول المنطقة ومن ضمنها مصر في تقريب وجهات النظر في صراع القضية الفلسطينية، وأن الحل الوحيد للأزمة اليمنية هو تحقيق وقف إطلاق نار على مستوى البلد والبدء في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة، كما تحدث عن رؤية بلاده بشأن التقارب الخليجي الإيراني والمحادثات الجارية بينهما.
وإلى نص الحوار...
البداية.. ما مدى الشراكة بين القاهرة وواشنطن في منطقة الشرق الأوسط؟
الشراكة والعلاقات بين مصر والولايات المتحدة قوية جدا استراتيجية، ومصر شريك حيوي للولايات المتحدة، ونحن ملتزمون بتقوية هذه الشراكة من خلال تعزيز التعاون بيننا للنهوض بكل مجال من مجالات التعاون، ونحن نثمن دور مصر المحوري في عدة قضايا إقليمية، لا سيما الدور الذي لعبته العام الماضي لتخفيض العنف في غزة، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية الأخرى.
نقدم أهمية الأمن المائي لسكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة
ما موقف الخارجية الأمريكية من أزمة سد النهضة خاصة في ظل الإجراءات الأحادية لإثيوبي بالملء الثاني؟
نحن ندعم جهود التعاون البناءة من قبل مصر وإثيوبيا والسودان لحل خلافاتهم حول سد النهضة والموارد المائية المشتركة، المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد يزور المنطقة الآن في الفترة من 24 يناير إلى 4 فبراير 2022، وهو يناقش مع المسؤولين سبل تعزيز الديمقراطية والسلام والاستقرار في القرن الأفريقي وملف سد النهضة من ضمن الملفات التي سيتم مناقشتها، ونحن نقدم أهمية الأمن المائي لسكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة والمبعوث ساترفيلد يقود جهد دبلوماسي أمريكي متجدد للمساعدة في حل النزاعات المتشابكة في جميع أنحاء المنطقة سلميًّا، بما في ذلك حل الخلاف حول سد النهضة بما يلبي احتياجات جميع الأطراف.
كنا وسنبقى دائما ملتزمون بمساعدة شركائنا الخليجيين في الحفاظ على قدراتهم الدفاعية
كيف رأت الإدارة الأمريكية الهجمات الحوثية الأخيرة على أبو ظبي.. وما مصير تصنيف الحوثي جماعة إرهابية مجددا؟
الولايات المتحدة تدين بشدة هذه الهجمات ضد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، هذه الهجمات غير مقبولة على الإطلاق، سواء على جيران اليمن أو حتى في الداخل اليمني، تصعيد الحوثي غير مبرر والحل الوحيد هو تحقيق وقف إطلاق نار على مستوى البلد والانخراط في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة للتوصل لحل سلمي تفاوضي.
الإدارة الأمريكية تراجع قرار تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية الآن، ولكن في نهاية المطاف هذا التصنيف هو مجرد أداة من الأدوات المتاحة للولايات المتحدة، مازال قادة الحوثي مدرجون على قوائم العقوبات الأمريكية والدولية على سبيل المثال، بالتالي الولايات المتحدة لا تغض الطرف عن العنف الذي يقوم به الحوثي، ونحن ندعم شركائنا وحلفائنا في التصدي لمثل هذه الهجمات ونحن على اتصال معهم بشكل دائم فيما يتعلق بأنسب السبل لتحقيق حل سلمي ينهي أزمة اليمنيين.
هل خيار إعادة واشنطن لبطاريات الدفاع الجوي التي سحبتها مؤخرا من دول الخليج أمر مطروح الآن خاصة أن الهجوم الإرهابي كان بالقرب من قاعدة الظفرة التي توجد بها قوات أمريكية؟
الولايات المتحدة لديها شراكات وعلاقات أمنية قوية جدا مع شركائنا في الخليج، التحركات العسكرية للولايات المتحدة أو نقل معدات هي أمور روتينية ولا تعني تخلينا عن أمن شركائنا، ونجرى تدريبات ومناورات عسكرية دائمة، خاصة في منطقة الخليج مع حلفائنا، بالتالي، ليس هناك أي مجال للشك في مدى عمق التعاون الأمني بيننا وبين دول مجلس التعاون الخليجي.
كنا وسنبقى دائما ملتزمين بمساعدة شركائنا الخليجيين في الحفاظ على قدراتهم الدفاعية، وفيما يتعلق بالهجوم الأخير على أبوظبي يوم 24 يناير، لا بد من الإشارة إلى بيان القيادة المركزية الأمريكية الذي قال بوضوح إن القوات الأمريكية قامت باعتراض صاروخين بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية باستخدام عدة صواريخ اعتراضية من طراز باتريوت، وذلك بالتزامن مع جهود القوات المسلحة الإماراتية وقد نجحت الجهود المشتركة في التصدي للهجوم.
مساعي التقارب الخليجي الإيراني أمر إيجابي
كيف ترى الخارجية الأمريكية مساعي التقارب الإيراني الخليجي في الوقت الحالي وتأثيراته على مفاوضات الملف النووي الإيراني؟
الولايات المتحدة ترى أن مساعي التقارب الخليجي الإيراني أمر إيجابي، ونحن نرحب بالمحادثات السعودية المباشرة مع إيران، ونأمل أن يساهم هذا الحوار في تهدئة التوترات في المنطقة.
دول مجلس التعاون الخليجي، تلعب دورا مهما في تعزيز الأمن الإقليمي ونحن على اتصال دائم معهم بخصوص خطة العمل الشاملة المشتركة والمفاوضات الجارية في فيينا.
ونظل ملتزمين بالتشاور الوثيق معهم فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران والقضايا الإقليمية الأوسع، وندعم الحوار بين دول المنطقة حول قضايا الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفيما يتعلق بالشأن السوري.. ماذا تقدم أمريكا حاليا لإنهاء الأزمة السورية؟
إدارة بايدن تؤكد استمرار التزامها بدعم عملية سياسية يقودها الشعب السوري، عبر إجراء انتخابات حرة ونزيهة على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2254، بالإضافة إلى محاسبة النظام السوري على الفظائع التي لا تعد، ولا تحصى التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
تركيزنا الآن ينصب على أهمية تحقيق قرار مجلس الأمن، بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية، وتوسيع ذلك لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتاجين. سنواصل الضغط على نظام الأسد ومؤيديه حتى يتم إحراز تقدم في العملية السياسية.
يحتاج رئيس الوزراء السوداني المقبل إلى التمتع بالمصداقية لدى الشعب السوداني
تسوء الأوضاع في السودان.. كيف ترى أمريكا طرق الخروج من تلك المرحلة في السودان؟
إن استعادة المرحلة الانتقالية بقيادة مدنية في السودان بما يتفق مع الإعلان الدستوري لسنة 2019 هي الطريقة الوحيدة؛ لتحقيق التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني والاستقرار الوطني، كما أن الولايات المتحدة تدعم بقوة الجهود الدولية الموثوقة؛ لتحقيق حوار شامل مصمم لاستعادة الانتقال الديمقراطي والحكم المدني في السودان.
ويحتاج رئيس الوزراء السوداني المقبل إلى التمتع بالمصداقية لدى الشعب السوداني، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا تم تحديد الشخص من خلال عملية استشارية، بقيادة مدنية بما يتفق مع الإعلان الدستوري لسنة 2019، يجب إعطاء الأولوية لإنجاز المهام الانتقالية الرئيسية، بما في ذلك إنشاء الأليات التشريعية والقضائية والمساءلة وكذلك الأليات الانتخابية.
وتدين الولايات المتحدة أي عمل وجميع أشكال العنف ضد المتظاهرين السلميين، ونقدم تعازينا لأسر أولئك الذين فقدوا حياتهم، بما في ذلك القتلى خلال الاحتجاجات الأخيرة، وكذلك المصابين خلال احتجاجات شهر ديسمبر وضحايا العنف الجنسي، وندعو السلطات السودانية إلى ضمان أن يتمكن جميع أفراد الشعب في السودان من التجمع السلمي دون خوف من العنف، وأن تكون هناك مساءلة عن أعمال العنف السابقة.
القضية الفلسطينية من القضايا المتجددة في المنطقة.. كيف ترون وسائل حل الأزمة في الوقت الحالي.. وما رأيكم في الدور الذي تقدمه مصر في ذلك؟
الولايات المتحدة ترى أن الحل الوحيد والأنسب لهذا الصراع هو حل الدولتين، ولتحقيق هذا الحل يجب علينا التواصل مع كل الأطراف، لهذا السبب قامت إدارة بايدن بإعادة قنوات التواصل بينها وبين كل من الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، كما أنها تعمل بشكل وثيق مع الجانب الإسرائيلي.
الجهود الإقليمية مهمة للغاية في هذا الموضوع، لذا نحن على اتصال أيضا مع شركائنا في المنطقة وخارجها، الذين لديهم مصلحة مشتركة في دعم الجهود المبذولة لإحراز تقدم في عملية سلام دائم.
كما أن الولايات المتحدة تعتبر نقطة تعزيز التدابير المتساوية للحرية والكرامة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين أمر مهم، وهو أيضا وسيلة للتقدم نحو حل الدولتين المتفاوض عليه.
سيكون نهج الولايات المتحدة هو العمل من أجل مستقبل أكثر سلاما وأمانا وازدهارا لشعوب الشرق الأوسط. الولايات المتحدة تحث الطرفين على بذل كل ما في وسعهما لتحقيق أقصى قدر من الاتصالات المثمرة التي نأمل أن تساعد في تقليل التوترات وتحسين الوضع على الأرض، والولايات المتحدة تقدر وتثمن جهود ومبادرات دول المنطقة، ومن ضمنها مصر في تقريب وجهات النظر ونحن على تواصل دائم مع المسؤولين في دول المنطقة بشأن هذا الصراع. نشكر مصر على دورها المهم ووساطتها العام الماضي لإنهاء الأعمال العدائية في إسرائيل وغزة ودعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والجماعات الأخرى في غزة بالإضافة إلى دعمها لجهود إعادة إعمار غزة دون إفادة حماس.
الولايات المتحدة ليس لديها موقف بشأن أي مرشح في ليبيا
هل ترى واشنطن أنه يمكن إجراء انتخابات نزيهة في ليبيا في تلك الأجواء.. خاصة مع استمرار تواجد المرتزقة؟
الولايات المتحدة تدعم بقوة الجهود المستمرة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا UNSMIL لتعزيز عملية يقودها ويملكها الليبيون من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
في حين أن الخطوات التالية تعتمد على القادة الليبيين، إلا أننا نعتقد أن الشعب الليبي لديه رغبة كبيرة وإمكانية كبيرة أيضًا أن يضمن إجراء انتخابات حرة.
من الواضح أن الشعب الليبي يدعم قرار إجراء الانتخابات وهذا يتضح من أرقام تسجيل الناخبين المرتفعة حيث تم تسجيل 2.8 مليون شخص للتصويت في ليبيا، وقد حصل أكثر من 2.5 منهم على بطاقات التصويت الخاصة بهم، وهؤلاء الأشخاص الذين من الواضح أنهم مستعدون للتصويت، قد أظهروا التزاما جادا بالانتخابات، وحان الوقت لاحترام إرادتهم، إن آليات الوصول إلى الحلول موجودة.
كما لا تزال خارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي قائمة، فكل ما يحتاجه قادة ليبيا هو التحلي ببعض الشجاعة وكذلك الالتزام بأمن وازدهار الشعب الليبي. والولايات المتحدة تشعر بالأمل من التقدم الثابت للجنة العسكرية 5+5 وهي تنفذ خطة عملها الشاملة لانسحاب المجموعات المسلحة.
ونكرر دعوتنا لجميع الدول إلى الالتزام بقراري مجلس الأمن رقم 2570 ورقم 2571 وكذلك دعم الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
هناك حديث دائم بأن الإدارة الأمريكية تقف بجانب أحد المرشحين أو تقف معارضة لمرشحين آخرين في الانتخابات الرئاسية الليبية.. ما تعليقك؟
الولايات المتحدة ليس لديها موقف بشأن أي مرشح، وحده الشعب الليبي هو من يقرر من سيكون له دورًا في مستقبل ليبيا، ونحن والمجتمع الدولي نواصل دعم الزخم الموجود لإجراء انتخابات تؤدي إلى وجود حكومة منتخبة ديمقراطيا يمكنها تلبية تطلعات الشعب الليبي.