أبًا عن جد.. أقدم محل كسكسي في مصر القديمة |فيديو
إذا راودك يومًا ما شعور الحنين بالماضي والزمن الجميل، يمكن أن تقوم بجولة في حي مصر القديمة بمحافظة القاهرة، خاصة في منطقة مجمع الأديان، ستجد هناك رائحة تنبع من أحد المحلات القديمة والأثرية لأقدم أكلة وهي الكسكسي.
ويعد محل أبو أحمد الموجود في حي مصر القديمة الذي يتوسط جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي، هو أقدم محل كسكسي في مصر، وهو وراثة أبًا عن جد، فورثه الأخين محمود ومحمد عبدالغني عن أبوهما الذي ورثه من أبيه الجد.
معنى كلمة كسكسي
وشرح المهندس محمود عبدالغني، معنى كلمة كسكسي باللغة الأمازيغية تعني سكسك، أي طحن حبات القمح الصغيرة، وجاءت هذه الأكلة من قبل قبائل الأمازيغ في شمال إفريقيا قبل الانقسام، حتى انتقلت إلى مصر أيام الفاطميين، وانتقلت أيضًا لتونس والجزائر وبعض الدول العربية الأخرى والتي تعد طبق رئيسي فيها.
وأضاف عبدالغني في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: أبى أول من افتتح محل كسكسي في مصر ثم انتشرت بعدها باقي المحلات، حيث بدأ العمل في المهنة منذ 1935، وكانت البداية على عربة كسكسي موجودة في نفس المكان الذي افتتح فيه المحل في أوائل الثمانينات، وتعلمها أبي من جدي، وتعلمناها نحن من أبي فكنا نذهب معه في الصباح على العربة ونراه وهو يصنع الكسكسي ويبيعه.
كما قال: وجبة الكسكسي كانت معروفة زمان أيام المناسبات وفي الأفراح والسبوع، وهذا ما أشتهر به أغاني الأفراح قديمًا في مقطع أغنية "هيصه عند العروسة كسكسي وبلوظة، فكنا نجهز كميات كبيرة للأفراح على حسب الطلب.
وأكمل: كان هناك الكثير من المشاهير من الفنانين والمغنين والإعلامين ولعيبة كرة القدم والسياح يتوافدون إلى المحل ليأكلوا طبق الكسكسي المفضل والمميز الذي ألفوا عليه عند القدوم إلى المنطقة.
وتابع: كان آخر ميعاد للمحل في الساعة 12 ظهرًا فهي كانت وجبة قاصرة على الفطار فقط، أما الآن فأصبحت وجبة فطار وغداء وعشاء تُأكل في أي وقت، فأصبح المحل مفتوح 24 ساعة، وذلك لكثرة الإقبال على أكل الكسكسي.
وأردف عبدالغني، قمنا أنا وأخي بتطوير المحل تزامنًا مع التحديثات الموجودة، وأدخلنا فيه أطباق أخرى مثل الأرز باللبن وكريم كراميل وأم علي ومخروطة وبليلة ومهلبية، بالإضافة إلى الإضافات التي زادت على طبق الكسكسي مثل المكسرات واللبن والعسل والقشطة، كما قمنا بدخول مكينة مخصصة لعمل الكسكسي فكنا أول من أدخلها مصر.
واستكمل الحديث الأخ الآخر الحاج محمد عبدالغني، كان هناك بعض الأشخاص المقبلة من بلاد أخرى تأخذ معها مخزون كسكسي من المحل والسفر به، كما كان لمنطقة مجمع الأديان أثر كبير لشهرة المحل خاصة في شهر رمضان عند توافد الكثير للصلاة في مسجد عمرو بن العاص الشهير.
وأفاد الحاج، تم تسمية المحل بأبو أحمد نظرًا للأخ الكبير أحمد عبدالغني ثم أنجب الحاج محمد طفل وأسماه أحمد، وهكذا ظل الاسم متوارثًا مثل الاكلة والمحل.
سعر طبق الكسكسي
وأوضح، عند بداية فتح المحل كان سعر طبق الكسكسي 15 قرش و20 قرش، ومع غُلو الأسعار أصبح سعر الطبق 8 جنيهات حتى 15 جنيه، وأن سعره قد يزيد عن ذلك، ولكنه يسير بمبدأ أكسب قليل تنجح كثير.
وأنهى الحاج، مع قدوم وباء كورونا أصبحنا نقدم الكسكسي في معلبات بلاستيكية بعدما كانت في أطباق، وذلك لإتباع الإجراءات الصحية، ولكن بعد تعافي البلاد من كورونا سوف تعود الاطباق مرة ثانية.
