فجر نفسه بحزام ناسف.. تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة أبو إبراهيم الهاشمي زعيم تنظيم داعش
الساعة تدق الثانية عشرة منتصف ليل الأربعاء وبداية صباح هو الأخير في حياة واحد من أخطر زعماء التنظيمات الإرهابية على وجه المعمورة والمعرف باسم تنظيم داعش، المصنف إرهابيًا في غالبية أنحاء العالم، بدأت طائرات هيلوكوبتر أمريكية عمليات إنزال في إدلب السورية، واضعة نصب عينيها منزلًا في أطمة، وهي بلدة قريبة من الحدود مع تركيا في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لاستهداف أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، زعيم تنظيم داعش خلفًا لـ أبو بكر البغدادي، الذي استهدفته واشنطن عام 2019.
الهجوم الأمريكي لاستهداف زعيم تنظيم داعش الإرهابي جاء عقب أيام قليلة من هجوم للتنظيم على سجن جويران بالحسكة في سوريا -أكبر سجن في العالم تقبع بين جدرانه عناصر التنظيم الإرهابي الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال السنوات الماضية- في ظل مشاركة أمريكية لردع هجمات التنظيم على سجن جويران، وتدعيم القوات الأمريكية ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية لطرد عناصر داعش من سجن احتلوه في مدينة الحسكة.
عشرين جندي أمريكي من قوات الكوماندوز، استخدمتهم وزارة الدفاع الأمريكية لتنفيذ الهجوم الموعود للقضاء على زعيم أخطر التنظيمات الإرهابية خلال العقد الماضي، حسب ما أعلن جون إف كيربي، المتحدث باسم البنتاجون، كما تم دعمهم بطائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة مسلحة من طراز ريبر وطائرات هجومية.
مقتل زعيم تنظيم داعش
جيران أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، رووا تفاصيل العملية وفقًا لما شاهدوه لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بأن مواجهة متوترة نشبت لفترة وجيزة بين الطرفين بدأت بإطلاق مكبرات الصوت تحذيرات باللغة العربية لجميع من في المنزل بالاستسلام، قبل أن يدوي صوت انفجار بالمنزل المستهدف، واندلعت معركة كبيرة بنيران مدافع رشاشة ثقيلة وضربات صاروخية.
العائلات التي تعيش في ضواحي بلدة أطمة السورية، تروي أن أزير الطائرات الأمريكية التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض، أيقظهم من نومهم عقب منتصف ليل الأربعاء بقليل، ثم انطلق صوت بالعربية من مكبر صوت يأمر سكان منزل قريب بتسليم أنفسهم دون مقاومة، مؤكدًا وفقًا لأحد الجيران الذي يدعى أبو عمر، أن الجميع سيكونون بأمان إذا سلموا أنفسهم، ومن يتبقى يعرض نفسه للموت.
انتحار زعيم تنظيم داعش
أبو محمد، أحد جيران زعيم تنظيم داعش، الذين قابلته الصحيفة الأمريكية، قال إنهم فوجئوا بقرع شديد على باب منزلهم بعد منتصف الليل، ليجدوا الكوماندوز الأمريكيين ومترجمًا يتحدث اللغة العربية، يخبرهم بمغادرة المنزل، والاختباء خلف مبنى آخر حتى تنتهي المواجهة، مؤكدًا أنهم لم يتعرضوا للأذى.
جار آخر يدعى أبو عمر، قال أيضا إن الأمريكيين لم يهاجموا المنزل المستهدف على الفور، لكنهم استمروا في محاولة إقناع سكانه بالاستسلام، ولفترة من الوقت، خاطب الصوت في مكبر الصوت امرأة كانت على ما يبدو في المنزل مع أطفال، قائلا: أخرجي يا امرأة، ودعي الأطفال يحصلون على فرصة للعيش"، وأن الصوت العربي أصبح أكثر إلحاحًا وتهديدًا، مهددًا بإطلاق النار على المنزل إذا لم تخرج.
وقال الجيران إنهم سمعوا بعد حوالي الساعة 3 صباحًا تحليق طائرات الهليكوبتر، تغادر المنطقة عندما هدأ كل شيء.
في حين ذكر أحد الجيران لنيويورك تايمز، أن أحد الجيران، دخل المنزل الذي وقعت فيه المداهمة وعثر على جثتي امرأة وطفل، ويبدو أن المرأة قتلتهما بسبب سترة ناسفة.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلت عن مسعفون يعملون في المنطقة التي شهدت العملية الأمريكية لتصفية زعيم تنظيم داعش الإرهابي، إنهم انتشلوا 13 جثة، بينهم ستة أطفال وأربع نساء.
فيما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمته عن الهجوم، إن قريشي فجر نفسه باستخدام حزام ناسف، أدى إلى مقتل أفراد من أسرته ونفسه بينما كانت الغارة جارية.
تفجير زعيم لحزامه الناسف، يعيد إلى الأذهان ما أقدم عليه سلفه أبو بكر البغدادي عام 2019، بنتحاره مستخدمًا حزامًا ناسفًا دائمًا ما يرتديه قادة تنظيم داعش الإرهابي لتفجير أنفسهم حال شعورهم بالخطر وقرب أسرهم من قبل آخرين، للحيلولة دون الوقوع في الأسر.
على الجانب الأخر أعلنت البنتاجون الأمريكية أنها تمكنت من إجلاء 10 مدنيين من المبنى،بينهم عدة أطفال، حسب جون إف كيربي، المتحدث باسم البنتاجون.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن نجاح قواته في قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي بسوريا، مشيرًا إلى أن زعيم داعش كان مسؤولا عن العديد من الهجمات، من بينها الهجوم على سجن جويران بالحسكة، وإنه أمر بسلسلة من الجرائم تجاه الشعب الإيزيدي.
في حديثه في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض، تابع بايدن ان هذه العملية هي شهادة على مدى وصول أمريكا وقدرتها على القضاء على التهديدات الإرهابية بغض النظر عن المكان الذي يحاولون الاختباء فيه في أي مكان في العالم.
أكد بايدن نفسه وفاة قريشي الذي تم التعرف على جثته ببصمات الأصابع وعينة من الحمض النووي.
كيف وصل زعيم داعش إلى منزله؟
محمد العمر، قال لقناة nbc الأمريكية، إن المبنى السكني الذي تم استهدافه يعود لابنه، الذي يعيش في ألمانيا منذ عام 2016، مبينًا أنه كان يؤجر المبنى منذ مغادرة نجله.
وأضاف العمر، إنه فهم أن أرملة وابنها كانوا يعيشون في الطابق الثالث، بينما كان شقيقها وزوجته وأطفالهم يعيشون في الطابق الثاني، مؤكدًا إنه لم يكن على علم بتورط أي شخص يعيش في منزل نجله بنشاط جهادي.
وقال مسؤول أمريكي لذات القناة، إن أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، كان في الطابق الثالث من المبنى عندما وصلت القوات الأمريكية، موضحًا أن الطابق الثالث دمر بالكامل في الحادث، فيما تضرر الطابقان الثاني والأول بشكل كبير.