الروائي أحمد شبلول: الأغلفة الموازية تشبه أغاني مونولوجات شكوكو
ظهرت في الآونة الأخيرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حالة من الجدل، حول تحويل أغلفة الكتب الشهيرة إلى صور لمشاهد معروفة من الأفلام، وشملت تلك الحالة أعمالًا متعددة لـ كتاب وشعراء كبار مثل طه حسين، خيري شلبي، نجيب محفوظ.
ولاقى تريند الأغلفة الموازية؛ تفاعلًا شديدًا من الكُتاب والمثقفين، حيث وجدت روايات كثيرة مشهورة؛ تتحول أغلفتها إلى مشهد من فيلم مثل: تحويل غلاف كتاب تاريخ الدولة العثمانية لـ محمد فريد بك إلى صورة لأحمد السقا من مشهد فيلم إبراهيم الأبيض، كما نرى تحويل غلاف رواية الأبله لـ كاتب فيودور دوستويفسكي إلى صورة للفنان عادل إمام في مشهد من فيلم الهلفوت، ورواية الجريمة والعقاب لدوستوفيسكي؛ أصبح غلافها يحمل صورة لمحمد سعد في دور اللمبي، وهو في السجن.
ظاهرة الأغلفة الموازية
قال الشاعر والروائي أحمد فضل شبلول: تذكرني ظاهرة الأغلفة الموازية، بأغاني المنولوجات التي كان يغنيها شكوكو، إسماعيل ياسين، وثريا حلمي، وغيرهم، وبظاهرة تقليد الفنانين التي برع فيها منير مراد، لبلبة، سيد الملاح، عزب شو، حلمي المليجي، وغيرهم، كما تذكرني بالنكات التي كان يلقيها المنولوجست حمادة سلطان – على سبيل المثال - وغيره على خشبة المسرح، وأتذكر مشهدًا في فيلم لإسماعيل ياسين، حيث كان يقلد فيه عبدالحليم حافظ، في حضور العندليب نفسه مع الفنان أحمد مظهر في الصالة؛ التي كان يغني فيها سُمعة، وكانا يضحكان من الأعماق.
وأضاف شبلول لـ القاهرة 24: أخلص من هذا التشبيه إلى أن الأغلفة الموازية؛ تبعث على الابتسام والضحك والسخرية اللطيفة أو الخفيفة، خاصة عندما يتعمد صاحب تلك الأغلفة وضع صور كوميدية لبعض العناوين التراجيدية، وقد تابعت حديث أحد الشباب؛ الذين لجأوا إلى هذه الوسيلة في أحد البرامج التليفزيونية، فوجدت أن الغرض من ذلك، هو بالفعل بعث الابتسام، من خلال المفارقة بين العنوان والصور المصاحبة، فعندما نجد صورة كوميدية للفنان محمد سعد أو للفنان محمد هنيدي على غلاف يحمل عنوان البؤساء؛ تأليف فيكتور هوجو، فلا بد للمشاهد أن يبتسم من تلك المفارقة، أو عندما نشاهد صورة في عنبر السجينات في أحد الأفلام لغلاف مجموعة قصصية بعنوان تاء وأخواتها فلا بد أن نبتسم ونندهش.
وأكد الروائي، إيجابية تلك الحملة، قائلًا: أرى أن هذه الظاهرة تساعد على انتشار اسم الكتاب، ومؤلفه، بطريقة فيها خفة دم ودعابة، ودعاية جديدة وغير مباشرة للكتاب؛ أظن أن صاحبها لجأ إليها بعد كساد سوق الكتب، وعقم الطرق التقليدية لإعلان الكتب الجديدة والقديمة معًا، وقد لاحظت أن المؤلفين أنفسهم يصنعون أغلفة موازية لكتبهم، ويضعونها على صفحاتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، غير أنني لم أفعل ذلك حتى الآن، ولا أظن أن تلك الظاهرة ستستمر طويلًا، فهي مجرد موضة وستنتهي.