أول حوار مع نجل رفعت الجمال وفالتراود بعد وفاة والدته.. دانيال يروي تفاصيل سنوات الحب والحرب والسلام | انفراد
في أغسطس من العام الماضي، تُوفيت فالتراود بيتون، أرملة البطل المصري رفعت الجمال (رأفت الهجان)، عن عمر ناهز 80 عامًا، إثر أزمة صحية.
الأيام الأخيرة في حياة فالتراود أرملة رفعت الجمال
تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة فالتراود بيتون، أرملة الهجان، كشفها الابن الوحيد للبطل المصري، دانيال بيتون، الذي يعيش في ألمانيا، كاشفًا الستار عن كثيرٍ من التفاصيل حول حياة والديه والعلاقة القوية للراحلة بأبيه.
وقال بيتون، في أول حوار معه عقب وفاة والدته، إن فالتراود عانت من قصور حاد في القلب وتقلص في العضلات، متابعًا: «لقد راعيتُها منذ 21 يناير 2021 حتى نهاية 21 يوليو من العام نفسه، ثم أصيبتْ بجلطة دماغية، واحتاجتْ إلى نقلها للمستشفى، ولكنها تُوفيت في 11 أغسطس 2021».
وأضاف نجل رفعت الجمال - رأفت الهجان- في حواره مع «القاهرة 24»، أن الأيام الأخيرة لوالدته كانت على ما يُرام رغم مكوثها في المستشفى إثر أزمة صحية، مبينًا أنه كان يُلازمها طيلة الوقت.
دفن فالتراود بجوار رأفت الهجان
وكشف نجل البطل المصري أن فالتراود بيتون لم تترك وصيةً قبل وفاتِها على غرار والده، فقبل أن تتوفى، تحديدًا في عام 2020، تركتْ كلَّ ما تملك له ولنجله إسكندر، حفيد البطل المصري الوحيد.
وظلَّ جاك بيتون - رفعت الجمال - وزوجته فالتراود بيتون، معًا طيلة 18 عامًا، وتقابلا أيضًا في المثوى الأخير، حيث دُفنت فالتراود بجوار زوجها الراحل في مدينة دارمشتات بألمانيا، حسب ما ذكر دانيال.
دانيال بيتون استرجع ذكرياته مع والدته، فيقول إنها أخبرته بكثيرٍ من التفاصيل عن علاقتها بوالده، وكيف تزوجا وعاشا معًا في علاقة حب، وحتى بعد وفاته واكتشاف حقيقة هويته كونه عميلا مصريا عمل لدى مخابرات بلده وأسهم بدور كبير في مدها بالمعلومات التي ساعدتها في الانتصار بحرب أكتوبر 1973، روتْ له كيف كان أبوه بطلًا مصريًا، مشيرًا إلى أنها أحبتْ مصر بشدة، ودائمًا ما كانت تُعامل المصريين بلطفٍ وتحبهم.
ويوضح نجل رفعت الجمال - رأفت الهجان - أن أبرز ذكريات والدته الراحلة مع والده كانت عن رحلاتهما وسفرهما معًا وأعمالهما مع بعض في مصر في أعقاب حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية السلام، لافتًا إلى أن الأماكن التي كانت مفضلة لوالدته في مصر هي الأهرامات وأحد الفنادق الذي أقامت فيه مع والده قبل رحيله.
اعتناق فالتراود بيتون الإسلام
وبيَّن بيتون أنه سافر إلى مصر مع والدته وأبيه للمرة الأولى في عام 1978، وكان والده يذهب إلى جميع أنحاء القاهرة.
وذكر أن والدته اعتنقت الإسلام عام 1987، مشيرًا إلى أن فالترود بيتون غيَّرت ديانتها بعد 5 سنوات من رحيل والده، الذي تُوفي في يناير 1982.
وأشار إلى أنه ذهب - رفقة والدته - بعد أن أشهر إسلامه هو الآخر إلى المملكة العربية السعودية؛ لتأدية العمرة في عام 1988، متابعًا: أديتُ عمرةً لوالدي في تلك الزيارة، وعمرةً أخرى عام 2003 عندما زُرتُ المملكة العربية السعودية.
رفعت الجمال يتحدث عن ابنه دانيال
الجمال أو الهجان كما هو شهير في مصر، روى تفاصيل ميلاد ابنه دانيال، في مذكراته التي نشرتها فالتراود بيتون وحملت عنوان «18 عاما خداعًا لإسرائيل.. قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال»، وقال الجمال: جاء ميلاد ابننا في اليوم الأخير من شهر أكتوبر. وصلت إلى فرانكفورت في اليوم التالي لولادته، وأنا حزين إذ لم أكن معك لحظة وصول دانيال. أحسست بالفخر بالطفل الوليد، وإن بدا لي قبيحًا جدًا. أصبح لنا ابن. والابن يعني أشياء كثيرة جدًا لي. أحببت أندريا كثيرًا جدًا - ابنته بالتبني- ولكن بالنسبة لي كمصري فإن الابن له معنى خاص جدًا.
وذكر الجمال في مذكراته قصة تبنِّي أندريا، ابنة زوجته فالتراود، فقال: عندما أصبحت في ألمانيا شرعت في التعجيل بمسألة تبنِّي أندريا. كنت أريدها ابنتي أمام القانون وبصورة شرعية، لأنها تحتل مكانها في قلبي، وكنت أريد كل شيء بطريقة رسمية. وكان ابننا دانيال لا يزال دون جنسية لا ينتمي لدولة بذاتها. إذ قيل لي إن حصولي على الجنسية رهن بالحياة في ألمانيا خمس سنوات أولا. وتقدمت بطلب للحصول على الجنسية بعد أن قال لی رئیسي - ضابط المخابرات - أن بإمكانی كألماني أن أذهب وأجيء إلى مصر كرجل أعمال. طال الوقت وسارت الأمور بطيئة. أنجزنا على الأقل مسألة تبني أندريا وشعرت لهذا بسعادة غامرة.
اقرأ أيضًا
“مقدم” أم “عميد”.. “ضابط” أم “وكيل”؟ محمود السيسي وأوجه الحقيقة الغائبة (انفراد بالتفاصيل)
نجل السيسي يسيطر على الجهاز والمخابرات تمنع المصالحة مع قطر وهالة السعيد تطيح بمدبولي.. كيف صنع "العربي الجديد" موضوعات كاذبة لمدة عام كامل؟
رفض حصول ابنه على الجنسية الإسرائيلية
واستكمل رفعت: عدت إلى ألمانيا حيث حصلت على الجنسية الألمانية - في أعقاب حرب أكتوبر- وحصل دانيال بدوره على جواز سفر ألماني، وأصبحت إقامتنا الآن شرعية في البلاد. وسرني أن تخلصت من جواز سفري الإسرائيلي. ففي النهاية كنت دائمًا مصريًا في صميم فؤادي، بل كان الزعم بأنني إسرائيلي أو يهودي يجرحني في داخلي. ولكن كان الواجب يقتضي أن أنجز مهمتي، وقد أديتها على خير وجه. وأستطيع أن أقول بشكل ما إنني كنت فخورا بنفسي قليلا.