أداة واعدة للشرطة.. تقنية جديدة تقيس درجة تأثير المخدر على سائقي السيارات
نجح فريق بحثي في جامعة هارفارد في التوصل لطريقة جديدة لقياس درجة تأثير مخدر المارجوانا على قدرات المتعاطين أثناء قيادة السيارات، وذلك عن طريق إشارات المخ.
البحث الذي نشر في مجلة Neuropsychopharmacology إحدى مجلات نيتشر العريقة، ربما يقدم حلا للشرطة التي ليس لديها أداة فعالة حتى الآن تمكنها من قياس درجة تأثير تعاطي المخدرات على الشخص أثناء القيادة، في حين أن لديها أجهزة تقيس درجة الكحول في الدم عن طريق التنفس.
وطبقا للقانون يحق للمواطنين 18 ولاية أمريكية، بالإضافة للعاصمة الأمريكية واشنطن، تعاطي المارجوانا للاستخدام الشخصي والطبي في بعض الأحيان، مما يضع الشرطة أمام معضلة كبيرة.
وشرح الدكتور مينا مكاري الباحث بكلية الطب بجامعة هارفارد، وعضو الفريق البحثي: نحن لا نقيس نسبة الحشيش من عدمه، وإنما نستهدف أن نفهم عن طريق إشارات المخ إن كان هؤلاء الأشخاص قد تأثرت قدرتهم على قيادة السيارات من عدمه.
وقال مكاري، إن الطرق الحالية غير كافية وغير دقيقة بالقدر الكافي، ومن هنا كانت فكرة الفريق البحثي في الوصول لحل لا يعاقب مستخدمي هذا المخدر وفي نفس الوقت قادر على قياس درجة تأثر المتعاطين بكميات كبيرة، وإلى أي مدى يؤثر المخدر على قرارات السائق ويمنعه من اتخاذ قرارات سليمة من عدمه.
وتعد الطرق الحالية بطيئة وغير دقيقة حيث يتم سحب عينة من الدم، والتي تظهر تعاطي المخدر خلال أسبوعين كاملين من عدمه، دون أي تحديد دقيق للتأثير على القيادة في وقت التحليل، أما الطريقة الجديدة فهي عبارة عن جهاز صغير على شكل خوذة أو "كاب" يوضع على الرأس ويحدد عن طريق إشارات المخ درجة التأثر.
التجارب التي تمت بمشاركة الشرطة في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس، وخضع فيها للتجارب 169 شخصًا، لا زالت تحتاج إلى دراسات أخرى قبل الإقرار النهائي، حيث يقول مينا مكاري إن الخطوة المقبلة هي إجراء مزيد من الأبحاث على أعداد أكبر وعلى مجموعات أخرى للتأكد من أن هذا التأثير على المخ ناتج من المخدر نفيه وحال ثبات النتائج فإنه من المحتمل بدء تصنيع الجهاز.
وشارك الباحث المصري في جميع مراحل البحث التي تمت بمركز طب الإدمان لمدة 8 أشهر، حيث شارك في جمع البيانات ومعالجتها وبناء الموديل والخوارزميات الأولية.
وكان المؤلفة الرئيسة للدراسة الجديدة، جودي جيلمان قالت في تصريحات لمجلة هارفارد إنه خضع 169 مستخدمًا للمخدر لتصوير الدماغ قبل وبعد تلقي المادة الفعالة عن طريق الفم أو دواء وهمي، لافتًا إلى أن الاختبار المستند إلى الدماغ يمكن أن يوفر حلًا موضوعيًا وعمليًا ومطلوبًا بشدة.
تخرج مكاري في كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 2011 بكارلوريوس الهندسىة الحيوية الطبية، وحصل على الماجستير عام 2013، ثم حصل على الدكتوراه في على الأعصاب من جامعة كينج هيي بكوريا الجنوبية عام 2017، وعمل مدرسا بقسم الهندسة الحيوية الطبية بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
انتقل للعمل باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الطب جامعة ييل في الفترة من ديسمبر 2017 حتى يناير 2019، ومنذ يناير 2019 انتقل للعمل بكلية الطب جامعة هارفارد.
وكان الدكتور مينا مكاري نجح هو ومجموعته البحثية عام 2020 في اكتشاف المركز المسئول عن تحول الألم في جسم الإنسان إلى ألم مزمن، معطيا بارقة أمل لمن يعانون من آلام الظهر، حيث اكتشف أن "نواة الأكمبس"، وهو تركيب في مخ الإنسان هو مصدر الخلل الذي يؤدي للطبيعة المزمنة في ألم الظهر، وهو البحث الذي تلقى إشادة واسعة في المجتمعين الطبي والعلمي.