هل تتعرض مصر لأزمة عجز في احتياطي القمح بسبب التوتر الأوكراني الروسي؟
تستعد حاليا مصر لتأمين القمح الوارد من الخارج عبر عدة مناشئ بعد التوتر على الحدود الروسية - الأوكرانية والتحذيرات المتصاعدة من مغبة غزو روسي محتمل، ويبقى السؤال: كيف استعدت مصر إذن وهي أكبر مستورد للقمح في العالم لتوفير الخبز لأكثر من 100 مليون مواطن؟
تزايد فاتورة استيراد مصر للقمح
الدكتور يحيى متولي خليل، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، أكد أن هناك عدة مناشئ ستسعى مصر للجوء إليها كبديل لكل من روسيا وأوكرانيا تحسبا لحدوث حرب بين أكبر دولتين توردان القمح لمصر بنسبة تتجاوز 80% وهذه الدول البديلة هي: الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لكن هذه البدائل من المتوقع أن تزيد من فاتورة استيراد مصر للقمح؛ نظرا للفروق السعرية التي ترجع إلى جودة القمح، وكذلك البُعد الجغرافي للولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بروسيا، حيث تستغرق المسافة بين مصر وروسيا لوصول شحنات القمح 12 يوميا، وتتضاعف هذه المدة بالنسبة لأمريكا إلى نحو 24 يوما.
وأضاف خليل، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن مصر حاليا لديها احتياطي من المخزون الاستراتيجي من القمح يكفي من 3 إلى 4 أشهر.
وحسب الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين، فإن وجود المناوشات بين أكبر مُصدري القمح والغلال في العالم يثير حالة من عدم اليقين في السوق.
مصر زرعت 3.6 مليون فدان
وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث أن كمية المحصول من القمح هذا العام وصلت لـ3.6 مليون فدان، فضلا عن كميات أخرى متوقع جمعها من المزارعين؛ وهو يضاف للاحتياطي الاستراتيجي من القمح لتغطية احتياجات الدولة لأشهر مقبلة.
وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، وفقا لتقديرات أمريكية، ما أثار مخاوف مسؤولي المخابرات الغربية والأوكرانية من أن الغزو قد يكون وشيكا.
ووفق بيانات لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي سجل عام 2019-2020، ارتفاعا طفيفا في مساحة القمح المنزرعة في مصر، لتصبح 3.171 مليون فدان، بعدما كانت 3.135 مليون فدان عام 2018-2019، قبل أن ترتفع العام الماضي لتبلغ قرابة 3.3 مليون فدان.
ويُقدر حجم استهلاك القمح في مصر حاليا بنحو 18 مليون طن سنويا، مع إنتاجية محلية تُناهز 10 مليون فدان هذا العام، ويجري استيراد باقي الاحتياجات المصرية من الخارج.