الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف تؤثر التغيرات المناخية في أسعار الخضروات والفاكهة؟

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 17/فبراير/2022 - 08:35 م

تضرر المصريون من غلاء أسعار الخضروات والفاكهة، خلال الآونة الأخيرة، دون معرفة أسباب هذه الزيادة الكبير، وعند سؤال التجار يردون عليهم بأسباب غير حقيقة ومضللة، ولا يعلم البائع أو المشتري أن أحد أسباب هذه الزيادة الكبيرة هي التغيرات المناخية!.. نعم التغيرات المناخية فهي سبب مباشر لارتفاع أسعار كثير من الخضروات والفاكهة، بعدما تسبب في انخفاض الإنتاج خلال الأشهر الأخيرة، ومع زيادة الطلب وقلة المعروض ارتفعت الأسعار. 

 

تراجع إنتاج القمح 20% 

السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، قال إن التغيرات المناخية قللت من إنتاج المحاصيل الزراعية، الأمر الذي لعب دورًا في زيادة الأسعار، سبق حديث متحدث الحكومة تصريحًا للدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بأن قطاع الزراعة هو من أكثر القطاعات تضررًا بقضية تغير المناخ.

وأضاف سعد، في  تصريحات تلفزيونية، أن التغيرات المناخية تسببت في تراجع إنتاجية محصول القمح بنسبة 20%، والموز 12% خلال الخمس سنوات الماضية، إضافة لعدم قدرة المحاصيل الزراعية على تحمل التغيرات الشديدة في درجات الحرارة بين البرودة القصوى والحرارة المرتفعة، وأصاب ذلك التربة بالجفاف الشديد بجانب الملوحة الناتجة عن ارتفاع منسوب البحر وهو ما يؤثر على الأمن الغذائي.

وأكدت دراسة صادرة عن المركز البحوث الزراعية ما أشرت إليه وزيرة البيئة، فرغم زيادة المساحة المزروعة بالقمح في عام 2020 والتي وصلت إلى 3.171 مليون فدان مقابل 3.135 مليون فدان في 2019، إلا أنه نتيجة للطقس السيئ نقصت إنتاجية الفدان من حوالي 2.73 طن في عام 2019 إلى 2.678 طن في 2020 بفارق حوال 7.8 كجم، ليصل إنتاج القمح على مستوى الجمهورية في عام 2020 إلى 8.5 مليون طن بعدما كان 8.6 مليون طن في 2019.

 

كيف يؤثر المناخ على إنتاج الخضروات؟

يوضح الدكتور محمد محمود، رئيس معهد بحوث البساتين السابق، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: كيف تؤثر التغيرات المناخية على إنتاج الخضروات والفاكهة، قائلا إن البرودة والصقيع الذي أصاب البلاد خلال الفترة الماضية أحدث ضررًا على زراعة الخضروات، فتسببت في تجمد النمو الخضري للمحاصيل، والذي بدوره أدى لتجمد العصارة بداخله وبعد زوال هذا الصقيع تظهر أوراق النبات كالمحروقة، وبعدها يبدأ النبات بإقامة نمو خضري جديد، وفي حالة وجود حبوب تتغذى تلك الحبوب على الأوراق وإلى أن تظهر أوراق جديدة تكون الكمية المطروحة في السوق قليلة، وبالتالي تزيد الأسعار لأن الطلب أعلى من الإنتاج.

من جانبه قال الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن المظاهر الجوية والصقيع والانخفاض الكبير في درجات الحرارة سواء نهارا أو ليلا، يؤثر على بعض المحاصيل الزراعية، كما يعد عامل إيجابي لمحاصيل أخرى.

وأضاف فهيم، في تصريحات تلفزيونية، أن المحاصيل التي تتأثر بالظروف العكسية والبرودة الشديدة، هي الخضروات الشتوية مثل البطاطس الشتوي والطماطم.

وعن أبرز الخضروات والفاكهة التي تضررت من التغيرات المناخية، قال من المتوقع في الفترة أن يكون المعروض من السلع أقل من المعدل الحالي، لا سيما في الطماطم والفلفل والباذنجان.

 

 

المانجو  

ومن المحاصيل الأخرى التي تعرضت لضرر نتيجة لتغير المناخ هي المانجو، يوضح، رئيس معهد بحوث البساتين السابق، أن الضرر وقع في بعض المناطق وبعض المزارع التي تتعرض للإهمال كعدم الاهتمام بالري الجيد أو التسميد الخاص بالنبات، أما باقي المزارع فقد كان إنتاجها جيد من المانجو.

 وذكر تقرير مركز البحوث الزراعية، أن محصول المانجو شهد تراجعًا بنسبة 30% خلال الموسم الماضي نتيجة لارتفاع درجة الحرارة التي وصلت حد 46 درجة، ما أدى إلى جفاف حبوب اللقاح وعدم قدرة المحاصيل على إتمام عملية التزهير، ويوضح الدكتور محمد محمود أن الضرر الذي وقع على أشجار المانجو هو احتراق الحواف العليا للشجر لكن باقي الشجر سليم.

 

التفاح والخوخ والزيتون 

يتوقع "محمود"، أن يكون الموسم القادم للتفاح والبرقوق والخوخ والمشمش والزيتون جيد لأنها محاصيل تحتاج لبرودة عالية وهو ما حصلت عليه خلال الفترة الماضية، رغم أن محصول الزيتون الموسم الماضي هبط إنتاجه بنسبة تتراوح بين 60%-80% وفق تصريح سابق للدكتور شاكر أبو المعاطي رئيس قسم الأرصاد الجوية بمركز البحوث الزراعية، وهو ما حدث نتيجة لارتفاع درجات الحرارة خلال شتاء العام الماضي، وكانت مصر هي الأولى عالميًا عام 2020 في إنتاج الزيتون وفقًا للمجلس الدولي للزيتون.

وتوقع تقرير صادر عن مكتب الشئون الزراعية الأمريكية، أن ترتفع إنتاجية العنب في 2022 بنسبة 22% ليكون إنتاج العنب محليًا إلى 1.4 مليون طن بعدما شهد انخفض بنسبة 17% نتيجة ارتفاع الحرارة الموسم الماضي، وتستحوذ البحيرة على 40% من إجمالي المساحة المزروعة و18% من إجمالي الإنتاج.

 

موجة الصقيع ممكنة.. انخفاض درجات الحرارة له حلول كثيرة

ويوضح رئيس معهد البساتين السابق، أن تأثير انخفاض درجة الحرارة له حلول كثيرة منها رش بعض المواد التي تقاوم الإجهاد منها الأحماض الأمينية وسليكات البوتاسيوم، بعض المزارعين في المزارع يقوموا بإحراق الكاوتش لكي يقوم الدخان المنبعث منها بدور الحرارة والاتجاه إلى الزراعة داخل الصوب، مع تشغيل رشاشات وخطوط ري نقالي تقوم بعمل ضباب لتشتيت موجة الصقيع وبالتالي تقلل الأثر الناتج منه بجانب التسميد ورش مادة تسمى بوتاسيم فوسفيد توفر طاقة للنبات وهذا كله المزارعين أصبحوا على علم به، ونحن نوصي قبل هذا بالري قبل الموجة ويكون ذلك من خلال متابعة الأرصاد هذه توصيات أطلقناها قبل 4 سنوات ونعيد ترديدها كل عام.

وينتج عن تلك التغيرات المناخية تغير مواعيد زراعة الخضروات، وفق رؤية الدكتور محمد مكملا أنه يجب توفر خريطة مناخية تتنبأ بالطقس لسنوات قادمة وهو ما استطاع القيام به الدكتور إبراهيم عرفات إذ تمكن إقامة خريطة مناخية قادرة على التنبؤ بالمناخ من خلال مقارنة ومراجعة معدل التغيرات الحادثة خلال السنوات الماضية، وهو من المؤكد الذي تقوم به الأرصاد الجوية، مضيفًا أن "الفاو" -منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة- توفر برامج قادرة على التنبؤ لمدة 50 عامًا.

 

الزراعة مصدر رزق أكثر من نصف السكان

ويعد قطاع الزراعة من أهم القطاعات في مصر، ففي عام 2019 ووفق تقرير التنمية البشرية الصادر في 2021 ساهمت الزراعة بنسبة 12% من الناتج المحلي إضافة إلى أنها مصدر معيشة 55% من السكان وتوفر فرص عمل لنسبة 27.5% من إجمالي القوى العاملة في مصر، إلا أنها تواجه الكثير من التحديات منها ندرة المياه واقتصار النشاط الزراعي على منطقة الدلتا وهو يحد من النمو الزراعي ويزيد من احتمالية إصابة الأراضي الزراعية بالملوحة نتيجة ارتفاع سطح البحر، إضافة لتأثر محاصيل زراعية كثيرة من ارتفاع درجات الحرارة كالقمح والأرز والذرة والتي من المتوقع أن تقل إنتاجيتها بحلول عام 2100.

 

طرق حماية المحاصيل 

وعن طريقة الحفاظ على المحاصيل الزراعية وتقليص معدل الضرر الواقع على الخضروات والفاكهة، نصح الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، المزارعين بعدم ري المحاصيل بالدلتا ومدن القناة بالمياه، لأنه من المتوقع أن تشهد سقوط أمطار، حتى لا يحدث تشبع كبير للتربة، إضافة إلى رش المحاصيل بمركبات الطاقة وحماية النبات من درجة الحرارة المنخفضة مثل البوتاسيوم بمعدل 5 سم للتر.

وتابع: بالنسبة للطماطم في الصعيد، تواجه المحاصيل تأخير في التلوين والتحجيم، لذا يجب رش مركبات البوتاسيوم لحماية النباتات، وبالنسبة للمحاصيل في النصف الأول من العمر، مثل الفول البلدي والشعير والقمح، يجب إضافة حامض الفوسفوريك مع أقرب ري، بمعدل 10 لترات للفدان في حالة الري بالغمر.

تابع مواقعنا