الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا تورط فلسطينيون في اغتيال يوسف السباعي.. وكيف جرت أحداث محاكمتهم؟

يوسف السباعي
ثقافة
يوسف السباعي
الجمعة 18/فبراير/2022 - 04:10 م

العاصمة نيقوسيا بـ قبرص، فندق هيلتون، في العاشرة من صباح يوم الـ 18 من فبراير من العام 1978، كان وزير الثقافة المصري السابق، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وسكرتير عام منظمة التضامن الإفريقي الأسيوي، الكاتب والأديب الكبير، يوسف السباعي، في طريقه لدخول إحدى قاعات اجتماعات مؤتمر التضامن، المنعقد وقتها، ليفاجأ الجميع، باقتحام مجهولين للمكان، وإطلاق الأعيرة النارية، التي استقرت ثلاث منها في رأس السباعي، الذي سقط على إثرها شهيدا على الفور.

قامت المجموعة الإرهابية بعد ذلك بـ احتجاز العديد من الرهائن، قدروا بـ 20 شخصا، داخل إحدى الاستراحات الموجودة بالفندق، بينهم وزير داخلية قبرص، وبعد مفاوضات استمرت لساعات طوال بين الإرهابيين، والحكومة القبرصية، احتفظ الإرهابيون بـ 11 رهينة، حيث أقلعت طائرتهم وهم على متنها، لكنهم لم يجدوا أي دولة ترحب باستقبالهم، ليعودوا من جديد إلى قبرص.

الطعنة لا تأتي سوى من الأقرب

دافع السباعي في الكثير من أعماله الأدبية، على تنوعها، عن القضية الفلسطينية، ورغم ذلك، كان المتهمون في قضية اغتياله، يحملان الجنسية الفلسطينية، وهما: سميح محمد أحمد خضر، والثاني زايد حسين أحمد العلي.

منفذا العملية بعد القبض عليهما

ومن ملفات تلك القضية التي شغلت الرأي العام العالمي، قدم المتهم سميح خضر، إقرارا مكتوبا، بارتكاب الجريمة، متعمدا، بدافع تحرير فلسطين، متهما السباعي بأنه عميل لإسرائيل، معللا بأن السباعي شعر بالحزن لمشاهدة جندي إسرائيلي يبكي، وكتب عن تلك الواقعة، متجاهلا الفلسطينيين، والسوريين، والمصريين، الذين قتلوا بيد جنود إسرائيل، لكن محامي المتهمين طعن عن ذلك الإقرار وقتها، بسبب أنه كتب باللغة الإنجليزية.

وخلال المحكمة، أعطى القاضي حقا للمتهمين بالدفاع عن أنفسهم، ليخرج المتهم سميح خضر، ورقة من جيبة، وقرأ ما فيها: أنا بريء، أنا لم أقم بأي عمل إجرامي حتى توجه إلي هذه التهمة، كان دوري أن اشتركت فقط في اختطاف الرهائن من قبرص إلى الخارج.

وفي يوم 4 إبريل 1978، نطق القاضي بالحكم النهائي على قتلة يوسف السباعي، وكان الحكم بالإعدام على الاثنين، لكن لم ينفذ ذلك الحكم، وبعد فترة، خففته السلطات القبرصية إلى السجن المؤبد.

يوسف السباعي.. ابن الوز عوام!

ولد يوسف السباعي في 10 يونيو من العام 1917، بحي الدرب الأحمر بالقاهرة، وكان والده أديبا معروفا، وهو محمد السباعي، وهذا ما ساعد السباعي على الانجذاب للأدب، والانكفاء على التحصيل والقراءة، حتى كانت البداية المبكرة في عام 1933، وكان عمره وقتها حوالي 16 عام، لكنه قام بنشر أولى أعماله الأدبية.

التحق السباعي بعد ذلك بالكلية الحربية، وذلك في عام 1937، وكانت دراسته العسكرية من العوامل المؤثرة بشدة في إنتاجه الأدبي بعد ذلك، حيث اقترب بشكل كبير، وأصبح ملامس للحياة السياسية، فأنتج في تلك الأوقات جميلة بوحريد، التي دارت حول الثورة الجزائرية، وطريق العودة، التي دافع بها عن القضية الفلسطينية.

تابع مواقعنا