الأزهر والإعلاميين والنواب.. أبرز الردود الرسمية على إنكار إبراهيم عيسى معجزة المعراج
لا تزال تصريحات الإعلامي إبراهيم عيسى المثيرة للجدل، عن إنكار معجزة المعراج بالنبي صلى الله عليه وسلم، والأقول المأثورة عن عدل سيدنا عمر ابن الخطاب، وتشكيكه في الأمر، تُلقي بظلالها على الساحة الإعلامية، وتشغل أذهان المتابعين باختلاف مذاهبهم وعقائدهم.
وأشعل عيسى فتيل الأزمة بعد تصريحاته في حلقة الأمس، من برنامجه حديث القاهرة، المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، أن واقعة المعراج عبارة عن قصة وهمية كاملة، مؤكدا أن ما ورد في كتب السيرة، والتاريخ يؤكد على وهميتها وأنها من وحي الخيال.
إبراهيم عيسى: المعراج قصة وهمية اختلقها السلفيون
وشدّد إبراهيم عيسى على أن الحكايات الواردة عن المعراج، دعائية وغير حقيقية وقصص وهمية اختلقها الشيوخ، مشيرًا إلى أنهم عمدوا إلى تصدير القصص التي تؤكد أن المعراج قصة حقيقية، وعمدوا كذلك في نفس الوقت إلى تجاهل الروايات التي تنفي حقيقة المعراج.
وشكك إبراهيم عيسى في عدل سيدنا عمر ابن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، مستنكرًا ترديد عبارات العدل الخاصة بسيدنا عمر ابن الخطاب، قائلًا: كيف عدل وآمن ونام ثم مات مقتولًا؟.
إبراهيم عيسى: القصص اللي بيقولوها المشايخ للناس نسبة الكذب فيها 99 %
وأشار عيسى إلى أن الدعاة وعلماء الدين قاصرين في مفهومهم على الدين، فيعمدون إلى تصدير صورة واحدة حسب أهواءهم دون عرض باقي الأراء والاجتهادات الفقهيى فيتم تصوير الأمر من منظورهم فقط.
تصريحات عيسى الساخنة في وقت متأخر من مساء أمس، سرعان ما أشعلت النيران على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل المؤسسات والنقابات الإعلامية وكذلك في أوساط الدعاة وعلماء الدين، بعد وصف عيسى لهم بأن 99% من القصص التي يروونها كاذبة.
الأزهر: التشكيك في عدالة الصحابة جرم محرم وجرأة مرفوضة
وأبدى الأزهر انزعاجه من الأزمة، إذ قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن معجزة الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا رسول الله، المتواترة، الثابتة بنص القرآن الكريم في سورتي الإسراء والنجم، وبأحاديث السنة النبوية المطهرة في الصحيحين والسنن والمسانيد، ودواوين ومصنفات السنة.
وأضاف العالمي للفتوى عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: محاولات الطعن البائسة في صحابة سيدنا رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بمقام خير جيل من هذه الأمة، جرم محرم وجرأة مستهجنة ومرفوضة، ودرب من التجاوز البغيضِ والمستنكر.
أول تحرك من الأعلى للإعلام بشأن وهمية رحلة الإسراء والمعراج لـ إبراهيم عيسى
وتعقيبًا على تصريحات إبراهيم عيسى، أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنّ لجان الرصد بالمجلس، بصدد إعداد تقرير بشأن ما أثير في البرنامج، تمهيدا للعرض على المجلس على الفور؛ لاتخاذ الإجراء القانوني حال وجود مخالفة للأكواد الإعلامية التي أصدرها المجلس.
وطالب المجلس الجميع الابتعاد عن القضايا التي تثير فتنة في المجتمع، حيث ينصّ كود المحتوى الديني على احترام الأديان السماوية وتعاليمها، وإبراز القيم الدينية فوق كل القيم الأخرى.
بيان عاجل بمجلس النواب بشأن تصريحات إبراهيم عيسى
ووجه النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، بيانا عاجلا للحكومة، بشأن التجاوزات الدينية لـ الإعلامي إبراهيم عيسى، مشيرًا إلى أن الأخير اعتاد إثارة بعض الموضوعات بهدف ركوب الموجة أو التريند، وليكون مثارًا لحديث المجتمع، مؤكدًا أن كل ما يثيره ينال من حالة السلم المجتمعي التي تنعم بها مصر.
وكيل الأزهر السابق: رحلتا الإسراء والمعراج حقيقة رغم أنف الجهلاء
وهاجم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، التصريحات المثيرة لـ إبراهيم عيسى، مؤكدًا أن رحلتا الإسراء والمعراج حقيقة رغم أنف الجهلاء.
وشدّد شومان، على أنه لا يمكن وصف المشكك في الإسراء أو المعراج إلا بالجهل المطبق، أو رفض ما نطق به القرآن الكريم، إذ نص على الإسراء في سورة حملت اسم الحدث: سبحان الذي أسرى بعبده، وعلى المعراج في سورة النجم، مستنكرَا وجه الاستفادة من التشكيك في مثل هذه الثوابت.
بعد إنكار إبراهيم عيسى حادث المعراج.. أزهري: ما ذنب القرآن إذا لم يفهم البقر
وفي نفس السياق، هاجم الشيخ محمد حمّاد، الداعية الإسلامي، وأحد علماء الأزهر الشريف، إبراهيم عيسى في أعقاب تصريحاته، مؤكدًا على أن عيسى يهدف إلى تشكيك ضعاف الإيمان والتأثير عليهم، وإنكاره أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة وما ترتب عليه من أحكام شرعية.
وأضاف حماد في تصريحاته للقاهرة 24، أن إنكار حادثة المعراج يعني إنكار القرآن والكفر به، وكذلك ما ترتب على تلك الليلة من تشريع الصلاة وأحكامها، مستنكرا إنكار النصوص الواردة بالقرآن الكريم: ما ذنب القرآن إذا لم يفهم البقر.
بين الانسحاب والرفض.. هل ينتهي فيلم المُلحد لـ إبراهيم عيسى؟
ولم يسلم فيلم المُلحد الذي ألفه إبراهيم عيسى، من الهجوم اللاذع الذي ناله صاحبه، إذ أعلن الفنان مصطفى درويش، مقاطعة أي برنامج للإعلامي إبراهيم عيسى، والاعتذار عن الفيلم الذي يشارك فيه.
وأضاف درويش في منشوره: واضح أن الحرب دي ممنهجة وأنا ماقبلش أبدًا أكون أداة للحرب ضد ديني ولو الثمن هيكون ايه، آسف جدا وبعتذر لكل فريق العمل مش هاكمل في القرف ده.
ولم يدلِ الإعلامي إبراهيم عيسى، حتى كتابة هذه السطور، بأي توضيحات من شأنها تهدئة الأزمة وإخماد نيرانها.
