مينا مكاري باحث مصري بالخارج نجح في التوصل لاكتشافات بمجال دراسة المخ: أحلم بإنشاء مركز بمصر
من أسوان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، رحلة بدأها الباحث المصري مينا مكاري، وحقق من خلالها خطوات ناجحة وثابتة في مجال دراسة المخ وسبب ارتباطه وتأثيره على الآلام التي يعاني منها المرضى، وجاءت أولى خطواته من خلال دراسة الماجستير، حيث استطاع مساعدة غير القادرين على الحركة، في التنقل من خلال كرسي متحرك مرتبط مباشرة بإشارات المخ، قائلًا: كان حلمي ادخل طب وفخور بدخولي هندسة بس كنت مؤمن أن أفضل حل لمشاكل الطب هو الهندسة الطبية.
كانت دولة كوريا الجنوبية هي أولى خطواته لمحطات العالم الخارجي، وعلى مدار 3 سنوات، أقبل على رسالة الدكتوراه في تأثير الطب البديل، حيث الإبر الصينية على آلام الظهر، المشهورة بها، والتي تختلف نتائج فعاليتها من شخص لآخر، مما جعله هو والمجموعة البحثية يضعون هدف مراقبة المخ والمريض أثناء خضوعه لتلك الإبر.
كواليس بحث مركز الألم بالمخ
الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد كلية الطب جامعة ييل، كانت محطته الثانية لينتقل إلى مرحلة الباحث بعد إتمامه الدكتوراه، صانعًا بارقة أمل باكتشافه المركز المسئول عن تحول الألم في جسم الإنسان إلى ألم مزمن في الجهاز العصبي، عبر استخدام التصوير الوظيفي للدماغ، حيث اكتشف وجود صلة بين ظهور آلام الظهر المزمنة وظهور تغيرات تطرأ على حجم نواة الأكمبنس المتكئة في الدماغ، ما يسهم في تفسير استعداد بعض الحالات المرضية لتحول إصاباتهم بالألم من مرحلة الآلام شبه الحادة إلى مزمنة.
يسرد مينا مكاري، الباحث الرئيسي للدراسة، في حواره مع القاهرة 24، أنه خلال أبحاثه في جامعة ييل، عمل على تصوير المخ بتقنية جديدة عبارة عن حقن المريض بمركب كيميائي يلتصق ببروتين معين في المخ، ومن ثم تصويره بعد الحقن لمعرفة مدى الالتهاب العصبي في مناطق المه المختلفة، قائلًا: الالتهاب العصبي موجود في مناطق في المخ مسئولة عن تسبب أمراض والآلام معينة في أعضاء الجسم، موضحًا أن أهمية هذا الاكتشاف سيفيد شركات الأدوية التي ترغب في صناعة دواء لتقليل الالتهاب العصبي ولمعرفة إذا ما كانت الأدوية فعالة أم لا، ومن خلال تقنية التصوير الدماغي الجديدة سنستطيع اكتشاف ذلك.
يرى الباحث المصري، أن عام اكتشافه تركيب في مخ الإنسان في جامعة ييل، كان الأصعب له بالرغم من النجاح الذي حققه، مردفًا: كانت سنة ناجحة جدًا لأن قدرنا نكتشف المركز المسئول في المخ عن تحويل الألم الحاد إلى مزمن، وكانت صعبة عليا لكونها التجربة الأولى لي في الولايات المتحدة.
بحث تأثير المخدر على سائقي السيارات
توالت إنجازات أخرى للباحث المصري مينا مكاري، حيث استطاع بعد انتقاله إلى جامعة هارفرد التوصل لطريقة جديدة لقياس درجة تأثير مخدر المارجوانا على قدرات المتعاطين أثناء قيادة السيارات وذلك عن طريق إشارات المخ، قائلًا: مع زيادة إتاحة المخدرات بأمريكا، من الصعب اكتشاف هل الشخص تحت تأثير المخدر أم لا، وبالرغم من وجود قياس درجة الكحول في الدم عن طريق التنفس، إلا أنها ليست بأداة فعالة تمكن الأجهزة الأمنية من درجة تأثير تعاطي المخدرات على الشخص أثناء القيادة.
وأوضح الباحث المصري، الطريقة الجديدة، وهي جهاز صغير على شكل خوذة أو كاب يوضع على الرأس ويحدد عن طريق إشارات المخ درجة التأثر، من حيث استهداف طريق إشارات المخ إن كان هؤلاء الأشخاص قد تأثرت قدرتهم على قيادة السيارات من عدمه، قائلًا: قومنا بأداء تجارب بالفعل على عدد من المتطوعين، والآلة حاولت تعلم الإشارات منهم لتسجيل النتائج، من حيث هل مخ المذنب تحت تأثير المخدر أم لا من خلال الفص الأمامي من المخ، وبنسبة قدرها كام بالمائة هو قريب من شخص طبيعي أم لا، واصفًا بحثه بالحلم الذي طال انتظاره، وهو الأن على بعد خطوات ليعتمد بشكل نهائي كاكتشاف في أمريكا.
ويختتم حديثه، قائلًا: عضو المخ قادر على أن يبهر العالم في كل بحث علمي جديد، فبالرغم من صغره إلا أنه من الممكن أن يكون أمراض بعينها مصدرها الأساسي هو المخ، قائلًا: صعب نعمل تجربة تقدر تقولنا حاجة، ومع كل بحث علمي نكتشف قدرة الخالق، حالمًا بإنشاء مركز لدراسة المخ في مصر مستقبلًا.