استعانا بالأزهر.. تفاصيل أزمة طلاق شادية وصلاح ذو الفقار في كواليس كرامة زوجتي
من الصعب أن يتقبل الإنسان تحول حلمه لكابوس، خاصةً إذا لامس ذاك الحلم مشاعره الدفينة، حينها لا يعلم المرء الصواب من الخطأ، فيكون أمامه حل من الاثنين إما أن يلجأ لمتخصصين يقدمون له المشورة الصائبة، أو يستفتي قلبه.
في عام 1967، تعرض الفنان الراحل صلاح ذو الفقار لذلك الكابوس، فبعدما لمع نجمه وتحقق حلمه وحصل على بطولة العديد من الأعمال السينمائية، انقلب الحلم لكابوس، حتى أن شغفه بالتمثيل قل وابتعد لبضعة أيام عن الكاميرا وأوقف التصوير أثناء مشاركته مع زوجته الفنانة شادية في فيلم “كرامة زوجتي”، الفيلم الذي شهد مبارزة قوية بينهما، وجسدا خلاله مشكلة خيانة الرجل، والأحداث التي يمكن أن تدور بين زوجين إذا انقلب الوضع وأصبحت المرأة هي التي تخون الرجل ليشرب من نفس الكأس.
وحينما كان يُجري صلاح ذو الفقار بروفات مشهد ضرب شادية بعد اكتشافه خيانتها له، وجاء دوره في نطق كلمة "أنتِ طالق"، تردد كثيرًا، وأعاد المشهد أكثر من مرة، وفي لحظة تصوير المشهد، تلعثم ولم يستطع التفوه بالجملة على الإطلاق، خوفًا من أن تكون طالقًا بالفعل في حكم الشرع، وألا يُعتد بذلك التمثيل، وأصر على تأجيل المشهد، واقترح على المخرج فطين عبد الوهاب حذف المشهد، لكن لم يوافق.
أزمة أنور وجدي وليلى مراد
واستشهد المخرج فطين عبد الوهاب بموقف الفنان أنور وجدي وزوجته ليلى مراد منذ 17 عامًا من ذاك التاريخ، مدللًا لـ "ذو الفقار" أن الفنانين أيضًا مرا بنفس الموقف، وتأرجح في تصوير مشهد الطلاق ذاته في عمل جمعهما، ولكن أدرك أن الأمر كله ما هو إلا تمثيل، فتم تصوير المشهد بسلام.
ولكن لم يقتنع صلاح ذو الفقار بذلك الموقف، وخشي أن يُطلق شادية بشكل حقيقي، فاستعان بالأزهر الشريف، وبعث إليهم فتوى ساردًا تفاصيل الموقف الذي تعرض له، فأجابوه أن الطلاق لا يقع طلاقًا، لأن العامل الرئيسي الذي يمكن أن يرتكز عليه الإنسان هو النية فقط، كما أن أيضًا زواج البطل أو البطل في الأفلام لا يعني زواجهما بشكل حقيقي، حتى وإذا ظهر مأذون وعقد قرانهما ورددا خلفه.
وبعدما اطمأن قلب صلاح ذو الفقار، قدم اعتذارًا لصناع فيلم كرامة زوجتي، وتيسر لسانه، وأنهى مشهد طلاقه لشادية بسلام. مشاكل فيلم كرامة زوجتي ولم يكن تأجيل مشهد طلاق صلاح ذو الفقار وشادية هو المشكلة الأولى التي تواجه الفيلم، بل سبقها عدد من المشكلات التي أعاقته لبضعة أشهر، منها: كتابة السيناريو الذي أُسند لعدد من كتاب السيناريو والحوار، ولم تؤتِ ثمارهم مع المنتج رمسيس نجيب ولا المخرج فطين عبد الوهاب.
فقصة فيلم كرامة زوجتي تعود للكاتب إحسان عبد القدوس، فبعدما اشترى رمسيس نجيب حقوق الملكية منه، أسندت إليه كتابة السيناريو والحوار أيضًا، وقدموا له دُفعة من أجره عن تلك المهمة، وبعدما أنهاه، لم يكن متماشيًا مع تصور المنتج ولا المخرج، فطلبوا من سيناريست آخر، ولم ينجح الأمر أيضًا، حتى عُرضت القصة على السيناريست محمد مصطفى سامي ونال إعجاب صناع الفيلم، ولكن أقاموا بضعة تعديلات على النص، من خلال السيناريست محمد أبو يوسف، وذلك حسب رواية صلاح ذو الفقار لإحدى المجلات العربية بعد عرض الفيلم.
