بعد رفع قيمة تذكرة الدخول.. حديقة الحيوان وتاريخها الممتد على مدى 131 عاما
كونها الحديقة الوحيدة في مصر الخاصة بالحيوانات جعلها وجهة الأسر البسيطة والغنية للفسحة في الإجازات والأعياد، وبالأمس أعلنت حديقة الحيوان بالجيزة عن فتح يوم الثلاثاء للزوار بعد ما كان إجازة الحديقة، مقابل دفع 65 جنيها للتذكرة.
وفي هذا التقرير يستعرض القاهرة 24، تاريخ حديقة الحيوان الممتد على مدار 131 عاما..
الخديوي إسماعيل يفكر في إنشاء حديقة الحيوان
بدأ التفكير في إنشاء الحدائق داخل القاهرة في عصر الخديوي إسماعيل، الذي أعجب بالعاصمة باريس وبحدائقها فقرر أن يعيد تخطيط القاهرة لينشئ بها الحدائق الغناء.
فحوَّل مجرى النيل للشرق وأقام مكانه أحياء سكنية وهي الدقي والجيزة وربط بين ضفتي النهر عن طريق الكباري المختلفة كالجلاء وقصر النيل.
وأنشأ الخديوي مكان القصر القديم عددًا من السرايات الحدائق من ضمنها الأورمان وحديقة الحيوانات، وهما كانا جزءًا من حدائق سراي الجيزة المليئة بالأشجار النادرة.
وتمنى الخديوي إسماعيل أن يفتتح حديقة الحيوان مع افتتاح قناة السويس إلا أن الوقت لم يسعفه لإتمام المشروع في الميعاد المرتقب.
100 نوع من الزواحف تمثل 360 جنسًا
وافتتحت الحديقة في عهد نجله الخديوي توفيق وتحديدًا في الأول من مارس عام 1891، على مساحة 80 فدانا.
ووفقا لموقع الخريطة الرقمية لحديقة الحيوان بالجيزة، فإن الحديقة تضم الثدييات والطيور والزواحف من 14 منطقة تعبر عن 360 جنسًا مختلفًا يصل عددها 100 نوع، والحديقة بجانب نشاطها الترفيهي للزوار فهي معهد علمي يتيح للعلماء دراسة سلوك الحيوانات والطيور، إضافة لضمها مجموعة من الآثار منها 5 جبلايات.
جبلاية القلعة
تم تشييدها عام 1867، مقسمة لخمس مناطق تضم مجموعة من التماثيل لديناصورات منقرضة وتماسيح وطيور بأشكال غير مألوفة، بالإضافة لتماثيل مصنوعة من الأسمنت والحصى لطيور وزواحف.
وتوجد بها شلالات مائية تنساب بين كهوف بها صخور مرجانية بيضاء لتصل ببحيرة يعلوها كوبري خشبي يصل بين جزيرتين صغيرتين، ما يجعلها مكانا مناسبا للراحة وساعد تصميمها الذي يجعلها مكيفة الهواء طبيعيًا على ذلك.
الكوبري المعلق
بناه المهندس الفرنسي إيفل، كان بناء الكوبري سابقا للحديقة، والغرض منه هو ربط سراي الخديوي بقصر الحريم، وهو كوبري خشبي يحمله من الجانبين أسلاك من الصلب ويهتز عند المشي عليه، لذا سمي بالكوبري الهزاز، ويظهر على الكوبري شعار الخديوي المكون من حرفي آي وبي.
جبلاية جزيرة الشاي
لا تختلف عن الجبلاية السابقة في تصميمها وتضم مجموعة من الكهوف والمغارات.
جبلاية الشمعدان
أهم ما يميز جبلاية الشمعدان هو تدلي رواسب جيرية من السطح المغارات والكهوف على شكل الشمعدان.
الكشك الياباني
أنشئ في عهد الملك فؤاد وتحديدًا 1924، بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان لمصر، وهو بمثابة متحف صغير يضم مقتنيات وصورا فوتوغرافية لحديقة الحيوان على مدار تاريخها.
متحف الحيوان
بني متحف الحيوان عام 1906، مكونا من ثلاث قاعات كبيرة بها مجموعة من الزواحف والطيور والأسماك المحنطة بجانب مجموعة من الهياكل العظمية، وتعرض قاعتان من الثلاث مجموعةً من جلود الطيور والزواحف.
وملحق بالمتحف معمل للتحنيط، والمتحف به 5 آلاف قطعة محنطة منذ القدماء المصريين، وحُوت ألقته أمواج البحر المتوسط على شاطئ الإسكندرية.
وتضم الحديقة مجموعة من البيوت القديمة وهي:
بيت الدببة تم إنشاؤه بين عامي 1891- 1896، وبيت الضباع الذي بني في 1896، وفي عام 1900 تم انتهاء بناء بيت الضباع، وفي العام التالي أنشئ بيت السباع الرئيسي وأكشاك الطيور، وفي 1902 كان إنشاء بيت الزواحف أو ما يعرف ببيت التجارب حاليًا، 1911 أنشئت بركة فرس النهر، و1914 كان إنشاء المتحف الحيواني والذي افتتح عام 1920.
فصل حديقتي الأورمان والحيوان
وفي عام 1934 افتتحت جامعة القاهرة وأنشئ طريق النهضة وهو ما أدى لفصل حديقتي الأورمان والحيوان بجانب إزالة العديد من الأشجار والنباتات، وبعدها بعامين افتتح الباب الرئيسي المطل على ميدان النهضة.
وفي عام 1938 أضيفت مساحة 50 فدانًا من حديقة الأورمان لحديقة الحيوان، وبعد ما يقرب من عامين افتتحت الاستراحة الملكية.
أنشئت جمعية الطيور العالمية مركزا بيئيا تعليميا عام 1987 وصلت تكلفته لربع مليون جنيه، وفي مطلع التسعنييات افتتح مركز التعليم والوعي البيئي، ووقعت عام 1993 حادثة قتل حارس على يد أسدين من الحديقة بعد ما ترك باب القفص مفتوحًا وتم إعدامهما بالرصاص، وبعدها بمدة قُتل حارس نتيجة لدهس فيل له.
أغلق المتحف الحيواني في 2003، وفي العام اللاحق خرجت الحديقة من التصنيف العالمي "وازا"، وأغلقت الحديقة 3 أشهر عام 2006 خوفًا على الحيوانات من الإصابة بإنفلونزا الطيور، وانضمت لعضوية "البازاب" 2008.
حريق الحديقة
تعرضت الحديقة في مايو 2013 لحريق، وفي العام ذاته أعيد افتتاح حديقة الشاي، وفي عام 2019 امتدت للحديقة أيدي التطوير ضمن مشروع تكلفته 400 مليون جنيه كان من ضمن المشروع تطوير بيت الزواحف والبوابة الرئيسية للحديقة، بجانب ممشى لإخراج الأسود للتمشية في منطقة مفتوحة، وأسهمت برامج مراكز الإكثار بالحديقة من طهور ولادات جديدة لحيوانات مهددة بالانقراض، وفي عام 2020 أغلقت الحديقة عدة أشهر ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.
