زميل عامل يونيفرسال المنتحر: ديونه بلغت 50 ألف جنيه.. ومطالبة البنوك له بالسداد سبب انتحاره
صراع مستمر منذ ما يقرب من 3 سنوات بين عمال شركة يونيفرسال والعاملين بها، سببه تعنت الشركة في صرف المستحقات والمرتبات الخاصة بالعمال، ما أدى إلى انتحار العامل عاصم عفيفي، أول أمس، ملقيًا بنفسه أمام إحدى السيارات المارة على الطريق الإقليمي، بعدما أرهقته الديون.
الاستدانة من البنوك
قال أحد أصدقاء العامل المنتحرعاصم عفيفي، والذي يعمل معه في الشركة، وطلب عدم ذكر اسمه، إن عاصم مثله كبقية العاملين في الشركة، عانى من تأخر صرف المرتبات من قبل المسئولين في المصنع منذ 2019، ما جعله يستدين من البنوك حتى يفي بالتزاماته تجاه أبنائه وأسرته، فتراكمت عليه الديون، وطالبته البنوك بسداد المبالغ المستحقة.
وأضاف أن عاصم، يعمل في قسم التجميع بشركة يونيفرسال، ولديه 3 أبناء صغار، ويعيش بمحافظة المنوفية، معلقا: الوضع المادي لعاصم ناتج عن تعنت الشركة في صرف مستحقاتهم، المستمر منذ 3 سنوات.
ديون عاصم وصلت لـ50 ألف جنيه
وأردف العامل، لـ القاهرة 24، أن عاصم لجأ للاستدانة من البنوك عن طريق 4 بطاقات مشتريات، ووصل إجمالي المبالغ المسحوبة منها والمطالب بسدادها أمام البنوك 20 ألف جنيه، بجانب قرض في حدود 30 ألف جنيه، وفي الفترة الأخيرة بدأت البنوك الاتصال به، مطالبين بسداد المبالغ، ومهددين برفع قضية أمام القضاء.
انتحار عاصم
وقبل انتحار عاصم بيوم، تواصل مع زميله، من خلال مكالمة هاتفية، أخبره فيها أن الأمر فاض به، وأنه غير قادر على مواجهة الأمر الواقع، فحاول تهدئته ومقابلته في اليوم التالي للمكالمة، لكنه فوجئ باتحاره.
لا يعلم عامل مصنع يونيفرسال وزميل عاصم، إذا كان زميله طلب سلفة من الإدارة أم لا، قائلًا: آخر يوم عمل كان الأحد الماضي، ومن وقتها لم يلتقيا، إضافة إلى أن عاصم لا يفصح عما بداخله، ولكن المؤكد أن المشاكل المادية الصعبة التي يمر بها، هي التي دفعته للانتحار.
وفي تصريح سابق لأحد عمال الشركة لـ القاهرة 24، قال: إن عاصم طلب من الشركة سلفة قيمتها 500 جنيه، قبل الحادث بأيام، ولم تستجب الإدارة له، وقبل الحادث بيومين لف عاصم على جميع زملاءه وقال لهم: اللي ليه عندي فلوس يسامحني، واللي أنا مزعله في حاجة يسامحني، دون الكشف على نيته الانتحار.
رسالة عامل يونيفرسال المنتحر
وترك العامل المنتحر رسالة مضمونها: سامحوني لم أعد أستطيع مواجهة أصحاب الديون أو أسرتي، بعد أن بت عاجزا عن دفع ديوني، أو إعالة أسرتي المكونة من زوجتي، و3 من الأبناء لم يبلغ أكبرهم عامه الثامن.
تاريخ الأزمة
وكشف العامل، أن الأزمة بدأت بتأخير المرتب عن ميعاده لمدة وصلت 3 أشهر دون سبب واضح، وحين الصرف يكون على دفعات أو نحصل على نصفه فقط، إضافة لتخفيض صاحب العمل الحوافز من 600 جنيه إلى 120 جنيها، ومنذ 4 أشهر لم نحصل على أي حوافز أو علاوات.
وكان عمال شركة يونيفرسال، دخلوا في شهر سبتمبر الماضي في إضراب عن العمل داخل مقر الشركة، لحين صرف أجورهم المتأخرة، ومتأخرات الحوافز التي لم يحصلوا عليها منذ شهر أبريل من عام 2021، بالإضافة لبدل طبيعة ومخاطر العمل، الذي لم يحصلوا عليها منذ أكثر من 32 شهرًا، دون أي استجابة من الإدارة لمطالبهم.
وفي نهاية سبتمبر، خرج العمال من المصنع واحتشدوا أمام أبوابه في المنطقة الصناعية بمدينة 6 أكتوبر، مطالبين بالحصول على رواتبهم المتأخرة، وأعلن عدد منهم الاعتصام والمبيت داخل الشركة، بعد استمرار تجاهل الإدارة لمطالبهم.
وفي 10 أكتوبر الماضي، تم توقيع اتفاق بين الإدارة وممثلي العمال بحضور ممثلي القوى العاملة بديوان الوزارة، والتي تدخلت لدى العمال لإنهاء إضرابهم عن العمل مقابل وفاء الإدارة بالتزامها وصرف المبالغ المتبقية، إلا أن الإدارة لم تلتزم بذلك، إذ لم تسدد مرتبات شهر ديسمبر على 12 دفعة، ولم يتم صرف مرتب شهر يناير حتى الآن.