النساء تحرق نفسها وفاء للزوج.. أغرب ما ذكره ابن بطوطة عن الهند
تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أعلام التأريخ العربي، والرحالة الأشهر الذي عرفه تاريخ المسلمين، ابن بطوطة، المولود في 24 فبراير من عام 1304.
وبدأ ابن بطوطة رحلاته منذ أن كان عمره 22 عاما، واستمرت على مدار أكثر من 28 عاما، بدأها بطنجة، وانتهت بالسودان، وزار فيها مصر والشام، والحجاز، والأندلس، والصين، والهند، ودون الكثير من المشاهد العجيبة، والساحرة، في تلك البلدان، حتى صارت من أهم المراجع التاريخية التي يرجع إليها الباحثون على مر العصور للوقوف على شكل الحياة والعادات المجتمعية التي دونها ابن بطوطة.
وقضى ابن بطوطة خلال رحلاته ما يقرب من 8 سنوات في الهند، بعد زيارته لخوارزم وبخاري، وسمرقند، وترمز، وكابل، حيث دخل الهند عام 1333، وكان سلطانها وقتذاك، محمد بن تفلق، حيث أكرم ضيافته، وأغدق عليه من النعم، فأقام معه 8 سنوات، حيث تولى هناك القضاء.
وخلال عمله في الهند أراد ملكها إرسال هدية إلى الصين، فقام بتعيين ابن بطوطة، رئيسا للوفد الذي يذهب إلى هناك، فرأى جزر العند، والمالديف، وسيلان، وغيرها، أثناء رحلته للصين.
محارق النساء في الهند
دون ابن بطوطة العديد من الأمور التي رآها في الهند ومنها إحراق المرأة لنفسها في الهند بعد وفاة زوجها، وفاء له، واعترافا منها بالفضل، وذلك حسب التقاليد والعادات، فيقول: وإحراق المرأة في الهند بعد وفاة زوجها، أمر مندوب، وغير واجب، ولكن من أحرقت نفسها بعز زوجها، أحرز أهل بيتها شرفا بذلك، ونسبوا إلى الوفاء، ومن لم تحرق نفسها، لبست خشن الثياب، وأقامت عند أهلها يائسة ممتهنة، لعدم وفائها، ولكنها لا تكره على إحراق نفسها.
ويروي مشهدا رآه بعينيه لحرق النساء هناك، حيث يقول: ركبت مع أصحابي لأرى كيفية صنعهن في الاحتراق، فسرنا معهن نحو ثلاثة أميال، وانتهينا إلى موضع مظلم، كثير المياه والأشجار، متكاثف الظلال، وبين أشجاره أربع قباب، في كل قبة صنم من الحجارة، وبين القباب صهريج ماء، قد تكاثفت عليه الظلال، وتزاحمت الأشجار، فلا تتخللها الشمس، فكأن ذلك الموضع، بقعة من جهنم.
ويستكمل ابن بطوطة وصف المشهد المرعب: هناك، جردن ما عليهن من ملابس، وحلي، تصدقن به، وأتيت كل واحدة منهم بثوب من القطن، خشن، غير مخيط، فربط بعضه على وسطها، وبعضه على رأسها وكتفها، والنيران قد أضرمت عن قرب، من ذلك الصهريج، في موضع منخفض، وصل عليها زيت الجلاجلان، فزاد اشتعالها، وهناك نحو خمسة عشر رجلًا، بأيديهم حزم من الحطب الرقيق، ومهم نحو عشرة بأيديهم خشب كبار، وقد حجبت عنهم النار بملحفة يمسكها الرجال، حتى لا يدهشها النظر إليها، فرأيت إحداهن لما وصلت إلى تلك الملحفة، نزعتها، وقالت لهم، أبالنار تخوفونني، أنا أعلم أنها نار محرقة، ثم جمعت يدها على رأسها، ورمت نفسها فيها.