بيير أوغست رينوار.. سافر الجزائر وتعاون مع كلود مونيه لإرساء مبادئ الانطباعية
بيير أوغست رينوار، الرسام الفرنسي، وأحد رواد الحركة الانطباعية، المولود في 25 فبراير من العام 1841، ويُعد أحد مؤسسي الانطباعية الرئيسيين في فرنسا، وترك العديد من الأعمال الفنية الشهيرة.
ولد بيير أوغست رينوار في ليموج، الواقعة في جنوب غرب فرنسا، وكان والده خياطًا، ووالدته تعمل معه هي الأخرى في الحياكة، مما ساهم في تكوين بعض من جوانب شخصيته مبكرًا، حيث اهتم دومًا بالموضة.
كانت الأنظار متجهه نحوه في طفولته، باعتباره موهوبًا في الغناء، وليس في الرسم كما سيصبح بعد ذلك أحد أعلام الرسم في فرنسا، وتلقى دروسًا في الموسيقى، حتى تتنامى لديه موهبته الغنائية، لكن لظروف مالية، مرت بها عائلته، توقف عن الدراسة الموسيقية، وبدأ في العمل في إحدى مصانع الخزف القريبة منه، كرسامًا، وكانت تلك بداية التعارف بينه وبين الفن الذي سوف يشتهر به.
كلود مونيه وبيير أوغست رينوار
بدأ بيير أوغست رينوار في الرسم الاحترافي منذ عام 1869، حيث كان يرسم إلى جانب صديقه الفنان الكبير، كلود مونيه، وخلال فترة قصيرة، توصل الإثنان إلى العديد من التقنيات الفنية التي من شأنها أن تساهم بعد ذلك في ظهور الانطباعية، والتي شملت ضربات الفرشاة، التي تصور تأثيرات الضوء، والحركة على الأشجار، وغيرها.
وواجه بيير أوغست رينوار وكلود مونيه العديد من الصعوبات، وخلال فترة الستينات في القرن التاسع عشر، تم رفض العديد من الأعمال التي قدموها من أجل العرض، وفي النهاية، أنشأ مونيه جمعية عرفت باسم الانطباعيين، وكان رينوار أول أعضائها، وعرضت له ست لوحات في المعرض الانطباعي الأول الذي أقيم في 1874.
وعلى درب ديلاكروا، قرر رينوار الاتجاه للشرق، فزار الجزائر، ليقف على المشاهد التي استلهم منها ديلاكروا أعماله، وسافر إلى مدريد، ودرس لوحات فيلاسكيز، وتوجه لـ إيطاليا، ودرس اللوحات الجدارية القديمة لبومبي، وزار ريتشارد فاجنر في صقلية، وعاد بعد رحلته الطويلة إلى فرنسا، صاحب أسلوب خاص، وفريد، وأصبح تركيزه منصبًا على الأساطير والأشكال الأنثوية.