الإثنين 04 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وهم العلاج بوصفات شعبية وطبية.. مجهول ينتحل صفة أستاذ عقاقير ويدّعي اختراع دواء يعالج السكري

عقاقير - أرشيفية
تقارير وتحقيقات
عقاقير - أرشيفية
الأحد 27/فبراير/2022 - 12:44 ص

وهم المرضى بالعلاج السحري باستخدام الأعشاب والوصفات الطبية الجديدة، وسيلة يستخدمها كثيرون للتلاعب بقلة حيلة المرضى، ويوهمونهم بأنهم يملكون دواء لدائهم، لكن هيهات، حيث يقع المرضى ضحية نصب واستغلال بعض المُدعين والأطباء الزائفين، ورغم مرور أيام قليلة على إحالة الصيدلي أحمد أبو النصر الشهير بطبيب الكركمين إلى المحاكمة العاجلة، فإن كثيرين ما زالوا يبيعون وصفات طبية مجهولة المصدر وغير مرخصة إلى المرضى، مستغلين قلة حيلتهم ومعرفتهم. 

ونكشف فيما يلي واحدا من أولئك المدعين، حيث يدّعي العلم وينتحل صفة طبية دون أحقية، ويدعي اختراعه علاجا جديدا لمرض السكري، يأتي بنتائج هائلة لكل من يستخدمه، لأنه يعالج خلايا البنكرياس الميتة، وحصد نسبة نجاح كبيرة.

صورة من صفحة منتحل الصفة 

 

بتتبع الشخص والتحقيق في خلفيته، اكتشفنا كذبه، فهو يدعي أنه أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة طنطا، بالمخالفة للواقع، ونكشف فيما يلي تفاصيل تحقيقنا حول هذا الشخص وكشف علامات الاستفهام حوله. 

حيث أسس شخص صفحة لبيع علاج جديد لمرض السكري على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على حد زعمه، وأطلق عليها اسم الدكتور محمد فهمي، وعرف نفسه على أنه أستاذ العقاقير والنباتات الطبية في كلية الصيدلة بجامعة طنطا، وطالب المرضى بالتواصل معه لطلب وصفات طبية، ويبيعهم إياها عبر رسائل الصفحة وبرنامج المراسلة الجماعية واتساب.

 

لا يوجد عضو هيئة تدريس يحمل اسم محمد فهمي في كلية صيدلة طنطا

بحثنا في كشوف أسماء أعضاء هيئة التدريس، مستخدمين مصادر البحث مفتوحة المصدر، ولم نجد أي شخص يحمل الاسم ضمن أعضاء هيئة التدريس بالكلية في أي من أقسامها.

موقع جامعة طنطا 

 

ولتأكيد المعلومة تواصلنا مع أحد أعضاء هيئة التدريس داخل الكلية، وسألناه عما إذا كان يعرف شخصا يحمل نفس الاسم يعمل في قسم العقاقير، فنفى الأمر، وسألناه عما إذا كان هناك شخص يحمل نفس الاسم في أي قسم آخر بالكلية، فنفى الأمر جملةً وتفصيلا.

استخدم هذا الشخص مرض السكري تحديدا لأنه أكثر الأمراض انتشارا بين المصريين، فمصر تقع في المرتبة التاسعة عالميًا في أعداد المصابين بالسكر بنحو 9 ملايين مصاب، وفقا للدكتور هشام الحفناوي، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بكلية الطب جامعة القاهرة وعميد معهد السكر الأسبق.  

صفحة مدعي الأستاذية 

 

اختراع علاج للسكرى

أستاذ العقاقير الزائف، ادعى أنه اخترع علاجا لمرض السكري بشكل نهائي قبل 7 سنوات، وعند سؤال مساعديه عن أسباب عدم شهرة هذا الدواء أو عدم نزوله إلى الصيدليات حتى الآن، يقولون إن الاختراع يصطدم بالثوابت العلمية بأن السكر مرض مزمن لا علاج له، وأن خلايا البنكرياس تموت أو تتلف بشكل نهائي عندما تصاب بالسكرى، والعقار يحتاج وقتا كبيرا لإصلاح خلايا البنكرياس، وتحتاج الدراسة الإكلينيكية الواحدة لعامين تقريبا وربما أكثر في بعض أنواع قليلة من السكري، حتى يحدث الشفاء التام، ثم عدة أعوام بعدها للمتابعة والتأكد من عدم عودة المرض مرة أخرى.

يتابع مساعدو الأستاذ المزيف حديثهم: الدكتور يسير حتى الآن بخطوات ثابتة وموفقة فيما يتعلق بالخطوات العلمية والدراسات الاكلينيكية، وقد عرضت بعض الشركات عرض على الدكتور إكمال مسيرة الاختراع وتحمل نفقات الدراسات السريرية المتبقية التي تطلبها الجهات العلمية، مقابل مبلغ مادى كبير على أن يتنازل الدكتور عن ملكية الاختراع للشركة، فقوبل الطلب بالرفض لأن الدكتور من حقه أن يحتفظ بملكية الاختراع.

 

 

نظام العمل في المؤسسة

ووفقا للمساعدين، فأستاذ العقاقير المزيف أسس مؤسسة طبية مكونة من 80 طبيبا وصيدليا وإداريا، لها إدارات وأقسام كل قسم له اختصاصات معينة، وعندما يتواصل المريض مع الصفحة لطلب العلاج، يجيبه أحد المسؤولين عن الصفحة، ويرسل مجموعة من الرسائل التعريفية للمرضى، مثل التعريف بمن سيجهز العلاج للمريض، والتعريف بالاختراع الطبي وتركيبه وأعراضه الجانبية ومدة استعماله وتكاليفه ونتائجه، وطرق الحصول عليه، والرد على بعض الشبهات التي يسأل عنها المريض، تمهيدا لخضوعه التام وكسب ثقته.

بعدها تطلب إدارة الصفحة من المريض التعريف بنفسه وبعض المعلومات عنه، وتفاصيل حالته الصحية، وبعدها تطلب من المرضى الذهاب إلى المركز للكشف وتلقي العلاج اللازم.

 

بيزنس معامل الأشعة والتحاليل

واستمرارا لاستنزاف المرضى وذويهم، يطلب المساعدون من المرضى ألا يذهبوا إلى أي مراكز تحاليل أو مراكز أشعة أو مستشفيات لإجراء أي فحوص أو تحاليل مطلوبة، ولا يعترفون بأي تحاليل أو أشعة يجريها المريض، خارج المراكز المتعاقدين معها، وهو ما يزيد معاناة المرضى وذويهم ويضاعف أرباح هذا المُدعي.

 

 

انتحال صفة

ومن سخرية القدر، يحذر أستاذ العقاقير المزيف، عبر صفحته المرضى ومتابعيه من شخص ينتحل صفته، ويرد على تعليقات المرضى، ويدعوهم للتواصل معه من خلال الرسائل الخاصة، وحذرهم من الوقوع ضحية نصب وابتزاز هذا الشخص.

ويؤكد الأستاذ المزيف، أن وقت الدكتور محمد فهمي مزدحم جدا، ما بين مقابلة المرضى وتحضير العلاج لهم، والوجود بمعمل الأبحاث لمتابعة وتطوير أبحاثه، والسفر للخارج لمتابعة تطورات خطوات براءات الاختراع والاعتمادات الدولية لاختراعاته، ولا يمكنه أن يجد وقتا مطلقا للدخول هنا على الصفحة ليرد على رسائل المرضى أو يعلق على الكومنتات.

 

العقوبة القانونية 

وعن العقوبة القانونية لهذه الممارسة، يقول الدكتور أسامة عبد الحي الأمين العام لنقابة الأطباء، إن قانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954 وتعديلاته، نص على مجموعة من العقوبات يتعلق بعضها بمزاولة المهنة على وجه يخالف أحكام هذا القانون، وانتحال لقب طبيب، ففي المادة 10 من القانون نصت أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين وبغرامة لا تزيد على مائتي جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زوال مهنة الطب على وجه يخالف أحكام هذا القانون، وفى حالة العود يحكم بالعقوبتين معا.

وأضاف عبدالحي، في تصريحات صحفية، أن المادة 11 من القانون نصت على أنه: "يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في المادة السابقة، كل شخص غير مرخص له مزاولة مهنة الطب يستعمل نشرات أو لوحات أو لافتات أو أية وسيلة أخرى من وسائل النشر إذا كان من شأن ذلك أن يحمل الجمهور على الاعتقاد بأن له الحق في مزاولة مهنة الطب، وكذلك كل من ينتحل لنفسه لقب طبيب أو غيره من الألقاب التي تطلق على الأشخاص المرخص لهم في مزاولة مهنة الطب، كما يعاقب كل شخص غير مرخص له في مزاولة مهنة الطب وجدت عنده آلات أو عدد طبية ما لم يثبت أن وجودها لديه كان لسبب مشروع غير مزاولة مهنة الطب".

تابع مواقعنا