ماذا قدم ثروت عكاشة في سبيل النهوض بالثقافة المصرية؟
ثروت عكاشة، الأديب الكبير، ووزير الثقافة الأسبق، وواضع أسس الثقافة المصرية، وبنيتها التحتية، والذي ولد في عام 1921، ورحل في 27 فبراير من العام 2012، عاش حياة مليئة بالعمل والإنجاز، في ميدان الثقافة والفكر، حيث ترك عكاشة العمل في الجيش المصري كضابط فيه، واتجه صوب ميدان الأدب فدَرس الصحافة في جامعو فؤاد الأول، وحصل على الدكتوراه في الآداب من السوربون.
كان عكاشة مُقرب من قيادات الثورة، كان أحد ضباطها الأحرار، مما جعل جمال عبد الناصر يقدمه ليصبح وزيرًا للثقافة المصرية، لما رآه من عكاشة من همة وحماس في هذا الميدان، فعُين وزيرًا مرتين عام 1958 وعام 1966، وحقق في تلك الفترات قفزات كبيرة في ميدان الثقافة المصرية، فهو يعد واضع البنية التحتية للثقافة، وكل ما نراه الآن من إنجازات في هذا الميدان يرجع فضله بشكل أو بآخر إلى ثروت عكاشة.
إنشاء أكاديمية الفنون
أنشأ عكاشة أكاديمية الفنون والتي تضم معهد الكونسرفتوار، ومعهد الباليه، ومعهد الموسيقى العربية، ومعهد الفنون المسرحية، وخرجت الأكاديمية آلاف المبدعين والفنانين في شتى المجالات الفنية، ومنهم من وصل للعالمية بسبب الأكاديمية التي لولاها لن يكن لهم وجود.
بيوت وقصور الثقافة
إيمانًا منه بأهمية دور الثقافة للنهوض بالمجتمع والذي كانت الثقافة فيه حكرًا على فئات معينة، فقرر العمل على إنشاء بيوتًا وقصورًا للثقافة على مستوى الجمهورية، حتى يصل الكتاب إلى أبعد القرى، ويصبح الكتاب في متناول حتى الفلاح البسيط، وساهمت تلك الدور في تقديم الكثير والكثير من المواهب ووفرت فرصة الاطلاع والثقافة للكل سواء.
القوافل الثقافية
عمل عكاشة على إرسال قوافل ثقافية للقرى والأماكن النائية، وكانت عربات القوافل تحوي بداخلها مكتبة، ومعرض للفنون التشكيلية، وأجهزة للسينما والإذاعة، ومسرح كامل المعدات، بغرض إيصال الفنون إلى أهل القرى والعمل على متعتهم، وكانت أول قافلة، تلك التي أرسلت لقرية نجريج، محافظة المنوفية، وكان على رأسها الدكتور ثروت عكاشة.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
قدمت الدكتورة سهير القلماوي مقترح لإنشاء معرض للكتاب، وأعجب عكاشة بالاقتراح، فأصدر القرار بالعمل على انشاء معرض سنوي للكتاب، وانطلقت أولى دوراته في يناير 1969، وشارك فيه 46 ناشرا من مختلف دول العالم، وظل المعرض يقام من وقتها إلى الآن وهو يعد المعرض الأهم في الشرق الأوسط ومن أهم المعارض العالمية للكتاب.
إنقاذ آثار النوبة
بعد بناء السد العالي هددت آثار النوبة بالغرق تحت مياه بحيرة ناصر، فدفع ذلك بعكاشة إلى العمل على جلب معاونة كبرى الدول والمتاحف العالمية للمشاركة في إنقاذ الآثار، وتم نقل معبدي أبو سمبل، ولم يكن فقط نقل المعبدين الأشهر، بل تم إنقاذ 17 معبدا وأعيد بنائهم جميعًا، وقال عكاشة عن ذلك العمل الكبير في مذكراته: كم أحس اليوم بالرضا كله حين أرى هذا المشروع الضخم الذي سعيت إليه يوما، والذي استغرق أعواما أحد عشر ينتهي إلى ما انتهى إليه من نجاح.
