في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الشاعر وجيه البارودي حبه للمرأة في شعره؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر وجيه البارودي، حيث ولد في مثل هذا اليوم 1 مارس عام 1906، وهو شاعر وطبيب سوري، ويعتبر من أبرز أعلام مدينة حماة السورية، حيث قيل: حماة هي العاصي والنواعير ووجيه البارودي.
وتخرج الشاعر وجيه البارودي في كلية الطب عام 1932، ومارس الطب فيما يزيد عن الستين عامًا، وحطم بعدد السنوات هذا رقمًا قياسيًا في ممارسة الطب بدولة سوريا.
وكتب الشاعر وجيه البارودي الشعر بإنسانية وطلاقة، وأحبه أهالي بلدته وكل من التقى به، كما أنه ساعد الفقراء وعاونهم على إكمال حياتهم بشكل كريم، ولذلك فإنه كُني بأبي الفقراء، وكان معطاءً في علمه وطبه، كذلك فإن شعره كان يمثل نقلة مختلفة من بين الشعراء السوريين، وحصل على كأس الشعر من محافظ حماة.
وانطلق صوت وجيه البارودي الشعري يصدح بالجمال والحديث عن المرأة متغزلًا بها، وكان يصف الواقع الذي يراه فيها، وأبرز المعاني الجميلة التي تُعنى بها، وظل طوال حياته منجذبًا للجمال، متلهفًا له، كما أنه كان يعتبر المرأة أبرز صور هذا الجمال.
ما وراء الجمال.. حروف تصف هوى وجيه البارودي وبحثه عن كل ما هو جميل
كتب العديد من القصائد من أبرزها قصيدة وراء الجمال، ويقول في كلماتها:-
أجري وراء الجمال
مغامرا لا أبالي
مستمتعًا باندفاعي
الأعمى وباستبسالي
وكم عبثت بمالي
فلم أوقر مالي
وساءت الحال حتى
عانيت أسوأ حال
ولى الصبا وتبقى
حبي فيا لضلالي
أرجو من الغيد ما لا
أعطى فبئس النضال
والله والله حبي
أضعاف حبي الخال
فيا صبايا رويدا
أساءكن اكتهالي
أساءكن اتزاني
الأقوال والأفعال
ألا أكون محبًا
إلا إذا الرأس خال
الراح فيكن تجري
لا في عروق الدوالي
وأسعد العيش إني
أشقى لنيل وصال
ماذا وراء اجتهادي
ماذا وراء اشتعالي
ماذا وراء صلاتي
ماذا وراء ابتهال
أنتن طول نهاري
أنتن طول الليالي
وله قصيدة أخرى يتغزل بها في جمال المرأة تحت عنوان من أين جاءت، ويقول فيها:-
ألغزتُ لم أفصحْ ولم أسترسلِ
وتلوتُ شعرًا من قديم تغزلي
الشعر بالألفاظ للماضي
وبالمعنى وبالتوجيه للمستقبلِ
تصغي أليس الحب في إصغائها
لو لم يراودها الهوى لم تصغ لي
حسناء تم لها الجمال بأسره
من غير تطرية وغير تجمل
بي حاجة للحب ها قد جاءني
في حينه ولا شهر قلبي خل
بي حاجة للحب جاء بعنفه
أهلا بأعنف زائر وبأنبل
للنظرة الأولى عشقت وليس لي
علم بمن فتكت ولم تتمهلِ
من أين جاءت ما اسمها ما كنهها
أحجية غمضت ولما تنجلِ
يا أمها يا أم أجمل معصر
لا زال حسنك في المكان الأول
في أي فردوس رتعت وأي ألوان
شربتِ من الرحيق السلسلِ
فنميت سحرًا قاهرًا ونفحت طيبًا
عاطرًا ورويت نغمة بلبلِ
أنا في هو ابنتك افتضحت فأجملي
وتهللي لتحببي وتوسلي
هل تجهلين هواي؟ حاشى أنت أنفذ
فكرة فتجاهلي لا تجهلي
لا حيلة لي في هواك ولم تعد
حيل الرجال على فتاة تنطلي
هيا إلى حب إلى أرجوحة
في ظل صفصاف وضفة جدولِ
هيا إلى الأنخاب نشربها فلا
نصحو وفي أدغال وادٍ نختلي
في الليل مفترقان نحن بحسرة
والناس بين معانق ومقبلِ
كيف السبيل لقبلة مبلولة
بالعنف أطبعها وما شئتِ افعلي