أصوات شعرية| أحمد رامي.. شاعر الحب والمتيم في هوى الست
أحمد رامي، الشاعر الذي خلد صوت الست، حروفه، ووهب للعشاق كلماتٍ أكبر من أن تنساها قلوبهم، أو تنكر حقيقتها، هو صاحب: ليلة العيد، والواقع في غرام أم كلثوم، المولود في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1892.
يعد أحمد رامي، من أبرز الشعراء في تاريخ مصر الحديث، عاصر أحداثًا كثيرة تعرض لها الوطن، وكتب عنها، قاوم غرامه وكتب للست أجمل الأبيات والأشعار، واستطاع التعبير عن الجمال والعلاقة بين المحبين، وسخَّر قلمه ليشكل جُمَلْ يلحنها الموجي وعبد الوهاب وغيرهما، في حضرة أم كلثوم، صاحبة الصوت الذهبي في الشرق الأوسط على الإطلاق.
بدأ أحمد رامي حياته الشعرية مبكرًا، حيث حضر المنتديات والندوات الشعرية منذ صغره، وجاب أرجاء المحافل والملتقيات الفكرية منذ الخامسة عشرة من عمره، قرأ في الشعر والأدب، وردَّ على الأحداث السياسية التي تحدث في مصر، وكان ذلك بدايات أشعاره.
كتب أحمد رامي الشعر بكل إلهام، تناول فيه مزيجًا من الهيام الروحي، وعبَّر عن الثورة المكبوتة في أعماقه بحروفٍ جميلة، تدل على مدى هدوئه وتفانيه وحبه، كما كان يكتب أغلب شعره بإخلاص وإحساس، ويصف فيه مشاعر الفرحة والبهجة والحزن والدهشة والعذاب إذا ما لزم الأمر، كتب لكوكب الشرق 110 قصائد، أصبح صداها يتردد في ليالي العاشقين الحائرة، تصف حالهم وشوقهم وعذابهم.
عمل أحمد رامي موظفًا في دار الكتب والوثائق القومية، كما كان عضوًا في عصبة الأمم، وألَّف العديد من القصائد، منها: سهران لوحدي، أقبل الليل، فاكر لما كنت جنبي، يا طول عذابي، جددت حبك ليه؟، غلبت أصالح، عودت عيني، هلت ليالي القمر، على بلد المحبوب، يا ليلة العيد.
وهفا قلبي من طول أنيني.. «اذكريني» من أشهر قصائد الشاعر أحمد رامي
اذكريني كلما الفجر بدا
ناشرا في الأفق أعلام الضياء
يبعث الأطيار من أوكارها
فتحييه بترديد الغناء
قد سهرت الليل وحدي
بين آلامى ووجدي
وأنجلى الصبح وهلا
وأنطوى الليل وولى
فتذكرت الذي كان وراحا
حين أفنيناه أنسا ومراحا
وجرى دمعي من فرط حنيني
فإرحمي قلبي وحني واذكريني
اذكريني كلما الطير شدا
مرسلا في الدوح ألحان الصفاء
ينصت الزهر إلى أنغامه
فيحييه ببشر وإنحناء
قد ظللت اليوم أبكى
من أذى دهري ومنك
وشدا الطير وغنى
وتناجى وتهني
فتذكرت الذي طاف بسمعي
إذ مزجت الكأس في كفى بدمعي
وهفا قلبي من طول أنيني
فإرحمني دمعي وغني واذكريني
اذكريني كلما الليل سجى
باعثا في النفس ذكرى الأوفياء
يعرض الماضي ويجلو صفحة
أشرق الإخلاص فيها ولاولاء
قد سقيت الحب ودي
ورغيت العمر عهدي
وبدا لي ما ألاقى
من تباريح الفراق
فتذكرت ليالينا المواضي
بين شكوى وتجن وتراض
وإشتكت روحي من نار شجوني
فصليني بالتمني واذكريني..