في ذكرى رحيله...القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا؟
تحي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم التاسع والعشرون من شهر أمشير القبطي، والسابع من شهر مارس الميلادي ذكرى رحيل القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا الشهيرة بأزمير.
حسب السنكسار الكَنسي، تتلمذ هذا القديس على يد القديس يوحنا الإنجيلي، وعندما كان القديس أغناطيوس بطريرك أنطاكية ذاهبًا إلى روما للاستشهاد، مر على مدينة سميرنا فخرج القديس بوليكاربوس لملاقاته وعانقه وقبل قيوده.
الخلاف بين كنيسة روما وكنائس الشرق
يقول السنكسار، عندما وقع الخلاف بين كنيسة روما وكنائس الشرق بخصوص موعد عيد القيامة المجيد ذهب القديس إلى روما سنة 157 م، واتفق مع بابا روما بخصوص هذا الأمر، ثم عاد إلى مقر كرسيه وباشر أعماله الرعوية بكل همة وغيرة مقدسة. ووضع مقالات كثيرة وميامر عديدة عن الميلاد البتولي والموت والجحيم والعذاب، كما كتب عن القديسة العذراء مريم وعن تدبيرات الخلاص. وبذلك جذب نفوسًا كثيرة بتعاليمه النافعة
يضيف السنكسار: وعندما أثار الإمبراطور مرقس أوريليوس الاضطهاد على المسيحيين، قبض على القديس بوليكاربوس وحاول معه لكي ينكر المسيح، فأجاب بوليكاربوس ستة ثمانون سنة أخدمه ولم يسبب لي ضررًا فكيف أجدف على ملكي الذي خلصني. أجاب الإمبراطور: إن كانت الوحوش لا تخيفك فسأجعل النيران تلتهمك إلا إذا رجعت عن إيمانك.
يتابع السنكسار: أجابه القديس قائلا إنك تهددني بالنار التي تشتعل ساعة ثم تنطفيء لأنك لا تعرف نار الدينونة العتيدة والقصاص الأبدي المعد للأشرار، حينئذ بدأ الإمبراطور يعذبه بعذابات عديدة، ثم أمر بوضعه في النار فلم تؤذه، أخيرًا أمر بطعنه بالحربة فتدفق دمه وأطفأ النار، وتوفي بعد أن نال عذابات كثيرة.