جون أوبري.. لماذا وصف معاصروه أعماله بالعشوائية والمملة؟
جون أوبري، الكاتب وعالم الآثار الإنجليزي المولود في 12 مارس من العام 1626، اشتهر بـ أبحاثه التاريخية، ورسوماته، وأعماله التي دون فيها الفلكلور الإنجليزي، والعادات، على نحو كبير من الدقة، وخلال حياته واجه العديد من الانتقادات التي وجهت لأعماله، إضافة إلى تورطه في العديد من الدعاوي القضائية.
ولد أوبري في إيستون بيرس، قرب كينجتون سانت مايكل، وكانت عائلته من النبلاء، درس بكية ترينيتي بـ أكسفورد، ولكنه لم يستطع إكمال دراسته في تلك الفترة، بسبب نشوب الحرب الأهلية في إنجلترا، وخلال تلك الفترة، أنتج اولى أعماله التاريخية، وخلال حياته، والقرون اللاحقة.
لم تلق أعماله أي اهتمام جاد من النقاد والباحثين، الذين اعتبروها مجرد قصص للتسلية لا أكثر، ولم يتم الاعتناء بها على وجه خاص، سوى في سبعينات القرن العشرين، فـ بدأ الباحثون في دراسة حياته وأعماله، ومراجعة مخطوطاته، وما تزال العديد من مخطوطاته الهامة، موجودة على أرفف مكتبة بودليان، ولم تنشر بعد، أو نشر منها أجزاء يسيرة.
واجه أوبري العديد من الانتقادات من قبل معاصريه، الذين وصفوا أعماله بالمملة، وذلك بسبب دقة سرد التفاصيل، والتي كان يرى بأن تلك التفاصيل الدقيقة، ستغدوا مهمة جدا لمن يقرأ بعد 100 عام، وهذا ما كان بالفعل، وما جعل أعماله تتميز عن غيرها.
حفظ التاريخ من النسيان
تميز جون أوبري إضافة إلى كونه كاتب سيرة ذاتية ماهر، بـ كتاباته التي صورت التاريخ، وحفظته من النسيان، وساعده في تدوين تلك الصور التاريخية، رحلاته التي قام بها في جنوب إنجلترا، حيث دأب على جمع القصص التي يرويها السكان، والظواهر الطبيعية، والنقوش الصخرية، والكتب والمخطوطات، والنقود القديمة، وغيرها من الأشياء.
اكتسب أوبري سمعة عامة في الوسط الثقافي والبحثي، بكونه كاتب عشوائي، بسبب أنه لم يكن يتم معظم الأعمال التي يبدأها، ويرجع النقاد تلك الخصلة، كونه لم يكن يكتب للنشر في المقام الأول، وإنما يكتب لذاته، أو لمساعدة شخص آخر، فلم يظهر خلال حياته سوى عمل وحيد.
رحل جون أوبري عن عالمنا في يونيو عام 1697، بسبب سكتة دماغية، وتم دفنه في كنسية القديسة مريم المجدلية، في أكسفورد، وفي عام 1813، ظهرت سيرته الذاتية للمرة الأولى، وفي عام 1898، حررها أندرو كلارك للمرة الثانية.