الأزهر العالمي للفتوى يحسم الجدل حول حكم الصيام في النصف الثاني من شعبان
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن شعبان شهر كريم، حيث نبّه النبي صلى الله عليه وسلم، على فضله، وكان يُكثر الصوم فيه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ: «ما رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ».
وأضاف العالمي للفتوى عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: يستحب الإكثار من الصيام في شعبان، وهو شهر ترفع فيه أعمال العباد إلى ربهم، ورفعها حال صوم العبد أَرجى لقبولها؛ فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ».
يجوز الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان
وتابع: يجوز الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان لمن أراد صوم فرض كقضاء رمضان فائت وكفارة نذر، أو وافق الصوم فيه عادة له كصوم الاثنين والخميس، ولمن وصل صيام النصف الثاني منه بأيام من النصف الأول، أما ابتداء الصوم في النصف الثاني منه في غير الحالات المذكورة فلا يُشرع؛ لقول سيدنا رسول الله: «إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا تَصُومُوا».
وأكمل الأزهر العالمي للفتوى: نهى سيدنا النبي عن صيام يوم الشك، وهو اليوم الثلاثين من شهر شعبان بقوله: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ»، ومن حكم ذلك الفصل بين النفل والفرض، للتقوى على صيام رمضان، ولئلا يتعسف الناس فيصوموا يوم الشك احتياطًا، فيدخلوا في رمضان ما ليس منه، وهذا ما لم يوافق هذا اليوم عادة أو قضاءً أو كفارة نذر.