هل يجوز شكوى الجار للشرطة؟..عالم أزهري يجيب
رد الدكتور عطية عبد الموجود لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على سؤال نصه: لي جار يؤذيني كثيرا، ونصحته فلم ينته فهل إذا شكوته في قسم الشرطة أكون غير مراع لحقوق الجوار؟
وأجاب العالم الأزهري عبر حسابه على فيس بوك: في الإسلام حقوق متعددة أوجبها الإسلام على البعض لحساب البعض الآخر حتى ولو كان من له الحق غير مسلم وهي المسماة بالحقوق الإنسانية كالعدل، وعدم الظلم أيا كان نوعه ثم تأتي الحقوق الإسلامية.
لاشين: القرابة أقوى الحقوق الإسلامية الواجبة بين المسلمين
وأضاف لاشين أن الحقوق الإسلامية التي تجب بسبب الإسلام فيما بين المسلمين، وأقواها حقوق القرابة، وأقوى حقوق القرابة ماإذا كان القريب المسلم جارًا لقريبه المسلم فتكون الحقوق بينهما مضاعفة وهي حقوق الإسلام، وحقوق الجوار، وحقوق القرابة ثم يأتي بعد ذلك في المرتبة ما إذا كان الجار المسلم فلكل منهما على الآخر حقان: حق الجوار، وحق الإسلام، وأخيرا ماإذا كان الجار غير مسلم فلهما على بعضهما حق واحد وهو حق الجوار.
واستدل أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وذي القربي واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.
تابع العالم الأزهري: وبالنسبة لحقوق الجار على جاره فقد أقرها كتاب الله عز وجل، وأكدتها سنة نبينا خير الأنام عليه الصلاة والسلام قال الله عز وجل بشأن بيان الحقوق، والجار ذي القربى والجار الجنب، وقال أسهد الخلق، وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم:لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.
واستطرد لاشين: وفي واقعة السؤال نقول: إن الجار الذي لا يفتأ عن إيذاء جاره ولا يزال مصرا على ذلك رغم نصح جاره له بعدم الإيذاء لكنه لم ينته عن إلحاق الضرر بجاره، وقد اتبع الجار المتضرر سياسة النفس الطويل مع جاره حتى لم يعد لقوس الصبر منفد، ويسأل الجار المتضرر لو استعان على رفع الضرر عنه بقسم الشرطة يكون غير مراع لحقوق الجار.
واختتم أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: والجواب عن ذلك يتمثل في ذكر قول الله عز وجل: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، فقد نفت الآية اللوم، ورفعت الحرج عن الذي يسعى في دفع الظلم، وإبعاده عن نفسه، وأنت أيها الجار العزيز ما شكوته بل هو بإصراره على إيذائك هو الذي شكا نفسه، كما أن السكوت على الظالم يغريه بزيادة ظلمه ويسيل لعابه نحو الاستمرار على عناده واستمراره على الإيذاء.