حياة ما بعد الموت.. مصر الفرعونية والسعي للحياة الأبدية
اعتقد المصريون القدماء أن الحياة بعد الموت هي استمرار للحياة الدنيا، وكان ذلك يعنى حاجة المتوفى إلى الطعام والشراب وكافة الأدوات المستخدمة في الحياة الدنيا؛ ولهذا وضعت تلك الأشياء داخل المقابر، إضافة إلى ذلك؛ فإنهم كانوا يأملون في استمرار إحضار القرابين من الطعام والشراب إلى المقابر.
وحرر بعض قدماء المصريين عقودًا مع كهنة المعابد الجنائزية لضمان تواصل ذلك الإمداد، كما أنهم طالبوا زوار المقابر في المستقبل إحضار القرابين إليها، وترسم نصوص اللوحات وجدران المقابر صورة الحياة الطيبة التي عاشها المتوفى والتي يستحق عليها المثوبة، وقدم الموتى في تلك النصوص وعودً لإقناع الزوار بتقديم القرابين
نصوص اللوحات وجدران المقابر
و حاول الموتى في تلك النصوص جذب الانتباه بصيغ غير عاديه وأساليب لافتة، وإذا فشلت كل تلك الجهود في وصول القرابين كان هناك دائما البديل الذي توفره النقوش التي تصور الطعام (فكانت لها نفس الفائدة في أعين قدماء المصريين)، على جدران المقابر؛ بما تضم من قوائم القرابين وتقليد الأطعمة ونماذج المنازل وصوامع الغلال والمخابز وتصنيع الجعة.
وكانت هناك أيضا تماثيل الشوابتي التي كان الغرض منها أداء الأعمال عن المتوفى؛ لكي تجعل الحياة الآخرة أكثر راحة، وكانت جميع تلك التدابير بهدف ضمان نمط حياة للمتوفى يتساوى على الأقل مع حياته الأولى في الدنيا، ولتيسير العيش في الحياة الآخرة، فكر قدماء المصريين القدماء في ضرورة حفظ الجسد.