الوتد.. تجسيد للحياة الاجتماعية في الريف المصري │ أعمال روائية على شاشة رمضان
تعتبر رواية الوتد للكاتب خيري شلبي، من أبرز الأعمال الروائية؛ التي تحولت لمسلسلات، ولاقت إقبالًا شديدًا من الجماهير، حيث كان العرض الأول لها في رمضان من العام 1996.
ويرصد الكاتب خيري شلبي، من خلال روايته؛ أحوال الحياة الاجتماعية في الريف المصري في القرن العشرين، خاصةً في التسعينات، حيث يتناول حياتهم وتفاصيلها وكل جزئيةٍ فيها، مُعبرًا عن حال البيت والعائلة المصرية، ومدى تكاتفها وتماسكها.
يأخذ المسلسل التليفزيوني عن الرواية مُعظم ملامحها؛ مضيفًا النكهة الدرامية، وتدور حول بطلة الرواية فاطمة تعلبة، وهي سيدة تعرف كيف تُدبّر أمور معيشتها، وتدير منزلها وعائلتها بشيء من الدقة، والكثير من الحزم، واصفًا إياها بوتد الأسرة، والتي إذا ما رحلت عن الحياة، فإن تفكك العائلة بات قريبًا.
كيف كانت حياة أسرة رواية الوتد؟
كان سندها هو الابن، حيث جعلت فاطمة تعلبة؛ أمورها في يد ابنها الأكبر درويش، وأولته صلاحية رعاية إخوته، ونُصحهم وتربيتهم معها، باعتباره الأكبر، وباعتبار فارق السن بينهم كبيرًا.
للمرأة وجود طاغٍ في تلك الفترة من القرن العشرين، حيث لم تستسلم كسابق عهدها في مصر مثل القرون الأخرى، وكانت راسخة تُجسدها الرواية بجمالها الأنثوي والعقلي وحِكمتها اللامتناهية في ترسيخ دعائم البيت، وتركيز جُهودها عليه.
أسلوب خاص وحياة بسيطة
ويهدف خيري شلبي من هذه الرواية؛ إلى بث روح التعاون والمحبة في النفوس، وجاء سيناريو المسلسل؛ الذي عرض في رمضان 1996، ليؤكد ثبوت هذه الفكرة من إرادة امرأة قوية، وتأمين حياة أسرة كاملة بأسلوبٍ خاص بها، ولا تسمح لأحدٍ أن يخترقه.
كانت فاطمة تعلبة، بطلة الرواية؛ تحكم بيتها بجسارة، فيصحو المنزل بأكمله من الفجر، ويبدأون يومهم بالصلاة، ومن ثَّم تُوزّع عليهم المهام وما سيفعلونه في يومهم، فكان الرجال يذهبون إلى الحقول ويعملون في الزراعة، والنساء تطهو الطعام وتذهب به إليهم، ولا يخلو البيت من المناوشات والمفارقات، حتى انتهت القصة بوفاة فاطمة تعلبة ونجلها، ومن ثم تشتت شمل الأسرة.
تُعد رواية الوتد للكاتب خيري شلبي، من أبرز الروايات؛ التي تناولت الحياة الاجتماعية في الريف المصري بالقرن العشرين، وهو عمل روائي تحوّل دراميًا إلى مسلسل من ذات الاسم.
