مهنة الأجداد.. حكاية أغرب صانع فوانيس من جريد النخل بالشرقية | فيديو
بين حواري وأزقة مصر خبايا؛ من عمر حضارات بعض الدول، فأبنائها لا يزالون متمسكين بها، وكأنها الإرث العظيم لهم من أجدادهم وأبائهم، رافضين التفريط فيها أو التخلي عنها مهما بلغ التقدم واقترب قِطار التكنولوجيا.
فالوفاء والإرث يجمعا بينهم وبين حُبهم لتلك المهن، وهو ما تجسّد في؛ السيد غريب، الرجل الأربعيني؛ الذي امتهن صناعة الجريد، قبل أكثر من 26 عامًا، في محل والده وأجداده بمنطقة حسينية الزقازيق، وسط محافظة الشرقية، وتعاقبت عليه الأيام والشهور والسنوات دون أن يكل من مهنته ومهنة أجداده، عازما على توريثها لأبنائه.
قبل أكثر من 26 عامًا، وبينما كان في أيام صباه وشبابه الأولى، تعلم السيد غريب؛ كيفية التفريق بين أنواع الجريد، وتطويعه لصنع ألوان كثيرة من الأشكال التي تدخل في مختلف شؤون الحياة اليومية، والقائمة تضم أقفاص الخبز، والكراسي التي يجلس علسها العامة وحتى أشكال الزينة، وأقفاص تحمل الفاكهة والخضروات وغيرها، إلى أن تطور الأمر لصناعة فوانيس رمضان بخامات هي الأمتن - مقارنةً بغيرها من الأخشاب والبلاستيك.
أرخص فانوس في مصر
تتراوح أسعار الفوانيس التي يصنععها الرحل الأربعيني ما بين 5 إلى 500 جنيه، حيث يقول: لازم كل الناس تفرح بشهر رمضان.. اللي معاه واللي ظروفه على أد حاله.. كلهم ينفع يبقى معاهم فوانيس من جريد النخل.
وأوضح أن مهنة صناعة الجريد؛ قاصرة على اصحابها وأهلهم، مؤكدا أن قليلين من يمتهنون المهنة من خارج أهلها، إذ يسعى شباب الجيل الحالي دومًا إلى العمل السريع دون إجادة تعلم مهنة؛ رأس مالها بسيط، وتؤثر بصورة كبيرة في مناحي الحياة.
الجريد أنواع
وأكد السيد غريب، أن جريد النخل الذي يستخدمه ليس نوعًا واحدًا؛ كما يخال للبعض، إذ تتباين أنواع واستخدامات الجريد، فلكل نخلة جريد معين يتم استخدامه وتصنيعه وتطويعه في أوقات معينة وبطرق خاصة؛ فهناك الجريد الذي يتم استخدامه بمجرد فصله عن النخل، وهناك من يحتاج فترة لكي ينضج بعيدًا عن النخيل، ليتم استخدامه فيما بعد، وهناك كذلك النوع الأشهر الخاص بـ جريد الزغلول.
صنعة حلوة.. عبارة بسيطة لخص بها السيد غريب؛ مهنته ومهنة أجداده بحب، مؤكدًا أن المهنة والصناعة ليست مُكلفة، ولا تحتاج رأس مال كبير، بقدر ما تحتاج صبرا وإجادة للتعلم والتطوير على الدوام.