حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح
مع قدوم شهر رمضان 2022، وبدء صلاة التراويح، تزيادت تساؤلات المسلمين عن حكم قراءة القراءة من المصحف في صلاة التراويح، وهو الأمر الذي ذكرت فيه لجنة الفتاوي الإلكترونية بمركز الأزهر العالمي للفتوى أنَّ قراءةَ بعض آيات القرآن عقب الفاتحة يعد سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: " فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ"، وإذا تُرِكَنا القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.
حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح
وتحديد عن حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح، فقد قالت لجنة الفتاوي أن الأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لهذا جعل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ معيارالتفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ فقد قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم:" لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا"، رواه البخاري.
وحسمت لجنة الفتاوى الأمر مؤكدة أنَّ الأفضلَ والأَولَىٰ للمصلِّي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله ـ تعالي لمؤمنين بحفظهم لكتابه الكريم، فقال تعالى:" بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" ؛ولأن السُّنة النبوية للرسول وأصحابه هي القراءة عن ظهر قلب، وإن عجز عن ذلك، وكانت القراءةُ طويلة كما في صلاة القيام؛ فعندئذٍ يجوز له القراءةُ من المصحف، ولا حرج عليه في ذلك.
هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح ؟
وحول هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟ اختلف الفقهاء فيما بينهم بشأن جواز قراءةُ المُصَلِّي من المصحف في صلاة التراويح، فذهب الشافعية، والحنابلة إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا.
فيما فرَّق المالكية بين الفرض والنفل، فَرَأَوا كراهةَ قراءة المصلِّي في المصحف في صلاة الفرض مطلقًا، وكذلك يكره في النافلة إذا بدأ في أثنائها؛ لاشتغاله غالبًا، ويجوز ذلك في النافلة إذا ابتدأ القراءة من المصحف من غير كراهةٍ؛ لأنه يُغتفَرُ فيها ما لا يُغتفَرُ في الفرض.
بينما يرى الحنفية أنَّ القراءةَ من المصحف في الصلاة تفسدها، وهو مذهب ابن حزم من الظاهرية؛ فحمل المصحف، والنظر فيه، وتقليب الأوراق، عملٌ كثير.
حكم قراءة القرآن في التراويح من المصحف ـ ابن باز
وعن حكم قراءة القرآن في التراويح من المصحف ـ ابن باز، تصدرت سؤال المسلمين عن حكم قراءة القرآن في التراويح من المصحف عمليات البحث عبر محرك البحث الشهير "جوجل"، وتأتي الإجابة من الشيخ عبدالعزيز بن باز، بأنه ليس هناك حرج في أن يقرأ من المصحف في صلاة التراويح، أو قيام رمضان، أو في أي صلاة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، سواء كان المصحف صغيرًا، أو كبيرًا ؛لأنه ليس جميع الناس من حفظة القرآن، فإذا صلى بالناس التراويح، أو القيام من المصحف؛ فلا حرج في ذلك.
وعن الفرائض، فيكفي فيها ما تيسر من القرآن، ولاتوجد ضرورة إلى القراءة من المصحف، ولكن لو قرأ من المصحف في مثل صلاة الفجر، أو غيرها؛ فالصلاة صحيحة ولا حرج في ذلك.
حكم صلاة التراويح بالمصحف
حول حكم صلاة التراويح بالمصحف، سؤال ملح يشغل بال غالبية المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، عن حكم صلاة التراويح بالمصحف في شهر رمضان، لاغتنام الفرصة والإكثار من الطاعات، وللإجابة عن ذلك السؤال ذكر الشيخ عبد الحميد الأطرش، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أنه يجوز صلاة التراويح بالقراءة من المصحف حال حافظ المصلي على التركيز والخشوع، مشيرا إلى أنه في حال انشغل المصلي بتقليب الصفحات في المصحف أثناء الصلاة، وانشغل عن الصلاة، فالأولى له أن يصلي دون المصحف.
