تجريم قانوني وتحريم ديني.. احذر أضرار الألعاب النارية في رمضان
مع انطلاق مدفع الإفطار خلال شهر رمضان الكريم، تنتشر أصوات الصواريخ، والشماريخ شديدة الانفجار كصاروخ التورتة والبازوكة والديناميت، التي يلهو بها الشباب والأطفال، ويزداد رذاذ الألعاب النارية، مخلفًا الكثير من الأضرار ومشكلات صحية، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.
ويستعرض القاهرة 24، في سياق هذا التقرير، الأضرار التي تسببها الألعاب النارية، وموقف الدين والقانون منها.
تسبب أضرار سمعية ومضاعفات لمرضى القلب
ووفقا لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض الأمريكي، يمكن للضوضاء الصادرة عن الألعاب النارية، أن تصل حدتها إلى 155 ديسيبل – وحدة قياس شدة الصوت - وهو أعلى من الطائرة النفاثة، التي تصل الضوضاء الصادر عنها 150 ديسيبل، محذرا أنه في حال زيادة الضوضاء عن مستوى 120 ديسيبل تسبب ضررا فوريا لحاسة السمع، كما تتسبب الألعاب النارية في حدوث مضاعفات، لمرضى الصدر والقلب والجهاز التنفسي بصفة خاصة، بما يصيبهم من ضيق في التنفس وتشنجات وذبحة صدرية قد تصل إلى الوفاة، بالإضافة لبعض الإصابات والتشوهات الجسدية، قد تصل لعاهات مستديمة أو فقد البصر، كما تسبب الغازات المنبعثة منها في حدوث حالات اختناق للأطفال، بجانب انتاجها لحرائق جسيمة.
تجريم حيازة استخدام الألعاب النارية
جرم القانون المصري تداول المفرقعات وحيازتها وصناعتها أو استيرادها، لما تشكله من خطورة على المجتمع، وأقر القانون عقوبة السجن المؤبد لكل من أحرز مفرقع أو حازها أو صنعها أو استوردها دون الحصول على ترخيص بذلك، حيث أنه صدر قرار من وزير الداخلية رقم 1872 لسنة 20044 وحدد المواد التي تعد من المفرقعات، والتي تضمنت البارود الأسود وبعض المواد الأخرى، التي تستخدم في صناعة البومب والصواريخ والشماريخ وجميع الألعاب النارية الأخرى.
الإفتاء تحرم استخدام الألعاب النارية
وفي هذا السياق، ورد سؤال لدار الإفتاء المصرية، عن الحكم الشرعي حول استعمال المفرقعات النارية، وإن كانت حلال من عدمه، وأجاب عنه الدكتور علي جمعة، في فتوى نُشرت على موقع الدار الرسمي، قال فيها إن المفرقعات النارية حرام شرعا، ولا يجوز استعمالها في الاحتفالات أو غيره، تحت أي مسمى.
وأوضح جمعة، أنّ الألعاب النارية فيها نوع من أنواع الترويع للمواطنين الموجودين في المكان وقت انطلاق الألعاب النارية، وهذا ما نهى عنه الشرع، مشيرا إلى حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي قال فيه: مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنًا؛ لَمْ يُؤَمِّنِ اللهُ رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
وأكد علي جمعة، أن استعمال الألعاب النارية كصورة من صور الاحتفال في المناسبات المختلفة، هو غير جائز شرعا، في كل المناسبات دون استثناء، لما فيه من ترويع للناس، إلى جانب الأخطار الوارد أن يتعرض لها البعض إثر استعمالها، مشيرًا إلى أنّ الألعاب النارية إضاعة للمال، والذي يعتبر من التصرفات غير المستحبة، فمن سمات الرشد أن يحافظ المرء على ماله ويحسن التصرف فيه، ولا يقوم بصرفه فيما لا نفع منه ولا فائدة، وإنما الحرص على استعماله فيما يعود بالنفع على الإنسان، فهو أفيد له ولمن حوله.