صفي النية!
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، جالسًا مع أصحابه، ودخل الصحابى الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وعندما أشرف عليهم، قال صلى الله عليه وسلم:إن أول من يدخل هذا الباب، رجل من أهل الجنة فدخل عبد الله بن سلام.
وكان عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، شابا نشأ على طاعة الله، فزاره فى بيته وطلب منه أن يبيت عنده، على أنه حدث خلاف بينه وبين أبيه، وهو فى الحقيقة يريد أن ينظر إلى عبادته وطاعته لله
وبعد صلاة العشاء، انتظر أن يقوم الرجل فلم يقم وظل نائما، وفي النصف الثاني من الليل وجده يقظا، يتقلب ويتململ ولكنه لا يقوم الليل، فلما اقترب الفجر قام وتوضأ وقال: هيا يا عبد الله نصلي الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي النهار وجده مفطرا غير صائم، فقال لعله هذه الليلة كان مجهدا ومتعبا، انتظر ليلة ثانية فوجده في الثانية على هذه الهيئة، وفي الليلة الثالثة نفس الشيء، فقال لا بد من إخباره بالأمر، فقال: يا أخي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول وأنت داخل وأنت خارج، إنك رجل من أهل الجنة فأحببت أن أطلع على العمل الذي وضعك بهذه المنزلة، فلم أجدك زدت عن الفرائض المفترضة شيئا، ولا حتى قيام الليل، فسكت الرجل ثم قال له: لا أزيد عما رأيت، فلما نظر إليه ووجده متعجبا قال له: غير أنى أبيت كل ليلة وليس في قلبي غل ولا غش ولا حقد ولا حسد لأحدٍ من المسلمين، قال فبذاك!!، أي أن بذلك فقط فزت بتلك المنزلة.
أي أن طهارة القلب، أساس كل شيء لنبذ الغل والحقد، فيارب نصفي النية لله، ونتمنى الخير لبعضنا.. ورمضان كريم.
