الغاز الطبيعي كلمة السر.. أوروبا تسعى لكسب ود الجزائر بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية
دخلت الجزائر على خطوط الصراع الروسي الأوكراني خلال الأيام الماضية ولكن من بابٍ اقتصادي، إذ شهدت الأيام الماضية محاولات أوروبية وروسية لكسب ود الجزائر فيما يتعلق بصادرات الغاز إلى القارة الأوروبية، فدول حلف الناتو تعمل على حجز حصة لها من الغاز الجزائري الذي يتم تصديره، فيما تسعى روسيا إلى الحد من تأثير صادرات الدولة العربية من الغاز على ورقتها الرابحة في الصراع الروسي الأوروبي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
مؤخرًا أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرارًا يقضي بإنشاء المجلس الأعلى للطاقة، وهو ما يعني أن الغاز الجزائري بات يشغل حيزًا كبيرًا من الاهتمامات الدولية خاصة بعد استخدام روسيا لورقة الغاز للضغط على الدول الأوروبية فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على موسكو جراء الحرب على أوكرانيا.
إسبانيا تريد غاز الجزائر
وجاءت اسبانيا في صادرة الدول الأوروبية التي تسعى إلى كسب ود الجزائر للحصول على ما تريده من طاقة بعدما تم إيقاف خط الغاز الروسي المتجه إلى أوروبا، فقد أعلن وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عن رسالة تهدئة تجاه الجزائر بعدما تردد أنباء بشأن ارتفاع محتمل في أسعار الغاز، على الرغم من اتخاذها قرار يعارض توجهات الجزائر فيما يتعلق بالصحراء الغربية والمغرب.
ولكن سرعان ما جاء الرد السياسي من الجزائر على تلك الخطوة الإسبانية بشأن الصحراء الغربية باستدعاء سفيرها من مدريد، وتبعت ذلك بإعلانها عدم قدرتها على تلبية طلب الدول الأوروبية من الغاز.
الجزائر تلقن إسبانيا درسًا للحصول على الغاز
وفي محاولة منه للتهدئة مع الجزائر استكمل وزير الشؤون الخارجية الاسباني في مؤتمر له اليوم الثلاثاء، أن الجزائر أوفت دائما بعقودها، مشيرًا إلى أن عقود بلاده مع الجزائر عقود خاصة، وأن الجزائر شريك استراتيجي وكانت دائمًا موردًا موثوقًا به للغاز، وأن اسبانيا تتعاون مع الجزائر في مجالات أخرى غير الطاقة، مثل الأمن، مذكرًا في حديثه أن مدريد تستورد حاليًا 25 في المائة من غازها من الجزائر.
وتابع أن تلك الحصة شهدت تراجعًا خلال الأشهر الماضية إثر وقف خط أنبيب الغاز الجزائري الذي يمر بالمغرب، عقب قطع العلاقات الجزائرية المغربية، مطالبًا الجزائر بإعادة تشغيل خط الغاز الجزائري المتجه إلى أوروبا عبر الأراضي المغربية.
رفع أسعار الغاز الجزائري لإسبانيا
تصريحات الوزير الإسباني جاءت عقب إعلان الشركة البترولية الحكومية سوناطراك، أنها لا تستبعد مراجعة أسعار الغاز المصدر إلى إسبانيا، حيث أن الجزائر التي تمثل واحدة من الدول المالكة لحصة ليست بالقلية من الغاز الطبيعي عالميًا قررت الإبقاء على أسعار عقودها الملائمة نسبيًا مع جميع زبائنها، إلا أنها أعلنت أنها لا تستبعد مراجعة حساب للأسعار مع الطرف الاسباني، وذلك عقب الموقف المفاجئ من مدريد تجاه قضية الصحراء الكبرى الغربية، بعدما أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، أن الحكم الذاتي المقترح من المغرب هو الحل المقبول لإنهاء أزمة الصحراء.
إيطاليا تريد غاز الجزائر
وجاءت إيطاليا كثاني الدول الأوروبية التي أعلنت عن مساعيها لاستبدال الغاز الروسي بالغاز الجزائري لتأمين احتياجاتها النفطية، إذ قال سفير إيطاليا بالجزائر جيوفاني بولييزي، إن الجزائر ستبقى المورد الأساسي لإيطاليا بالغاز بغض النظر عن تطورات الأوضاع في أوكرانيا، مؤكدًا أن الجزائر شريك مهم لإيطاليا في إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وستحافظ على هذه المكانة مهما كانت الظروف".
لن نكون بديلا لروسيا
ولمنع اصطدامها بروسيا التي تمثل حليفًا استراتيجيًا للجزائر، أعلنت الجزائر من خلال المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار، أنها ترفض أن يكون غازها بديلًا للغاز الروسي، مصرحًا أن الجزائر لديها مليارات مكعبة إضافية من الغاز، إلا أنه لا يمكنها أن تعوض الغاز الروسي.
إلى جانب ذلك قال سفير روسيا في الجزائر، إيجور بيلياييف، إن العلاقات الجزائرية الروسية لن تتأثر بأي زيادة محتملة في ضخ الغاز الجزائري نحو أوروبا، موضحًا في حديث له بـ صحيفة ليكسبريسيون الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية، أن بلاده تنظر إلى زيادة ضخ الغاز الجزائري نحو القارة الأوروبية كـ مسألة تجارية بحتة.
وللتأكيد على العلاقات الروسية الجزائرية، ستجري القوات البرية الروسية والجزائرية، مناورات عسكرية مشتركة، في نوفمبر المقبل، على الحدود مع المغرب، لمكافحة الإرهاب، حسب ما أعلن المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، في بيان نشرته وكالة تاس الحكومية الروسية.