الإفتاء تحسم الجدل بالأدلة بشأن حكم من يصوم رمضان ولا يصلي
أوضحت دار الإفتاء المصرية، حكم من يصوم رمضان ولا يصلي، وما إذا كان ذلك يفسد عليه صيامه، أو يبطله بحيث لا ينال عليه أجر.
حكم من يصوم ولا يصلي
وأكدت دار الإفتاء، أنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، لافتة إلى أن وعيد الله جل في علاه وكذلك رسوله، قد اشتد فيمن تركها وفرط في شأنها.
استدعت دار الإفتاء، في هذه المناسبة، قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ، الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم.
معنى أن من ترك الصلاة فقد كفر
وعن معنى أن من ترك الصلاة فقد كفر، كما هو مستنبط من الحديث السابق، بينت الإفتاء خلال منشور لها، بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، أن معنى فقد كفر، في هذا الحديث الشريف، وغيره من الأحاديث التي في معناه: أي أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار في عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام، فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.
الإفتاء: المسام مأمور بأداء كل عبادة شرعها الله
وتابعت الإفتاء منشورها قائلة: المسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعًا كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً، البقرة: 208، وجاء في تفسيرها: أي التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، البقرة: 85.
وأضافت الديار المصرية، أن كل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتـها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى، فمن صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.
أجر من يصوم ولا يصلي
واختتمت الإفتاء بالإشارة إلى مسألة أجر صيام من لا يصلي، موضحة أنها مسألة موكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي.